المقالات

اذرع الاخطبوط و ارجل العنكبوت ..!

2978 2018-09-23

زيد الحسن

كلمات قليلة بعبارة قصيرة قالها محمد الماغوط ، استوقفتني وهزت مشاعري ، ومازلت اقف بناظري على كلمة واحدة منها اقلبها يساراً ويميناً ولم اجد العذر لمن باعها ، كلمة ( الوطن ) ، قال الماغوط : يارب امنحني أرجل العنكبوت لاتعلق أنا وكل اطفال الشرق بسقف الوطن حتى تمر هذه المرحلة . 
في العام 1936 نشبت الحرب الاهلية في اسبانيا والجميع يعلم ويعرف ارهاصاتها ، ولقد اخذت من هذه الحرب تسمية او مصطلح بقي خالداً الى يومنا هذا ، مصطلح ( الطابور الخامس ) اطلقه احد جنرالات القوات الوطنية التي زحفت على مدريد ، وتفاصيل الطابور الخامس كتب عنه الكثير ، والعراق اليوم واقع تحت انياب متعددة من ضمنها ناب الطابور الخامس وهو الاشد ضراوة والابشع فتكاً بنا ، كم سلطة تحكمنا وهي سرية دون الاعلان عنها ؟ اليس الكثير من القادة الذين يعملون في الخفاء داخل القيادات والاحزاب ، وفي كل شارع هناك من يحرك الامور ويديرها دون علم ومعرفة الدولة ، علما ان للدولة علم بهم وبوجودهم ، وتجد الحكومة نفسها امام امر واقع عليها السكوت عليه ، اذن يحق لنا تسميتهم ( الطابور الخامس ) فهم لديهم اجنحة عسكرية سرية مع جواسيس وعملاء ، ولقد شبهتهم باذرع الاخطبوط ، فهم من يديرون الحياة اليومية لكل مفاصل الدولة من مطارات وموانئ وحتى انابيب النفط واقفالها بايديهم ، اناس ليسوا ضمن اطار الدولة ، مافيات عملاقة ترتبط باطراف سياسية عراقية وعربية واجنبية ، تنفذ بعد تخطيط دقيق كل ماتؤمر به ، من هذا المنطلق لن نرمي اللوم كله على السياسي ونصفه بالبغيض ، فنحن كشعب ساهمنا بفعل اشنع من افعال بعض السياسين ، نعم لقد ساهمنا بأنشاء اذرع الاخطبوط ، تارة خوفاً من بطشهم ، وتارة اخرى طمعاً في موائدهم ، حتى اصبحوا حيتاناً ضخمة لايمكن السيطرة عليها ، واشد ما يؤسف عليه بالامر ابرام الاتفاقية الامنية والاقتصادية مع الامريكان فهي وثيقة بيع الوطن .
الشعوب تحاول جاهدة بناء اوطانها ، ونحن نشحذ مخالب اذرع الاخطبوط ، فهل بعد هذا الخسران من خسران ؟ فلنعترف أننا اسهمنا بشكل كبير في تدمير بلدنا ولنعقد صفقة مع انفسنا ، عسى ان نستطيع اصلاح الامور ، صفقتنا هي كشف وفضح الاذرع التي تمارس دور الطابور الخامس ، بل حتى نقدمهم للقضاء ، وقضائنا هذه المرة هو باسم الشعب ، نعريهم من قوتهم ومن كل ماحصلوا عليه بسبب سكوتنا ورضوخنا ، ف والله لو انتهى دابر الجواسيس والعملاء لانتهت ازمة العراق وتشرذمه ، و وضحت الرؤيا عن من هم المفسدين ومن هم الشرفاء .
أنا اخالفك ايها الماغوط ، فلا اريد لي ارجل عنكبوت ولا اتمناها لي ، بل اتوكل على الله وانذر نفسي للوطن واحارب بكل ما اوتيت من قوة لاقطع اذرع الاخطبوط ، واجعلهم يتمنون ان تكون لهم ارجل عنكبوتية لتنقذهم وترفعهم للسماء حتى لاتنالهم ايدي الشعب ، هذا الشعب الذي فقد الصبر وانتهى تحمله على وجود الاخطبوط واذنابه .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك