محمدكاظم خضير
الحكومات المحلية الحاليةو السابقةفي البصرة بالرغم من السيطرة والهيمنة المستمرة على الإرادات المنافذالحدوية والميزانيات الانفجارية منذ مايقارب 17سنة من الزمان وعلي الرغم من كل الفظائع والدمارالشامل لمؤسسات الدولة القوميةوالموارد والانسان بسب الفسادة الذي ضرب المحافظة منذ 2003التي كانت المحاصصة سبب ما يحصل في المدنية الآن من تظاهرات. تخوض هذا الحكومة المحليةاليوم معركة من جانب واحد مع نتائج اعمالة التي باتت هي المهدد الاول والاخير له قبل مجهودات ومحاولات الاخرين المتفرقة وفي صيغة معارضة شارع قويةقومية حتي في حدها الادني وعلي الرغم من حالة قوية الشارع المعارض المشار اليها وعلي الرغم من عدم توفر الغطاء السياسي المطلوب لحماية ظهر الحركة الجماهيرية والاغلبية الصامتة من العراقيين في البصرة المكشوف لكن الحكومة المحلية في البصرة أصبحت اليوم محاصر بنتائج اعمالة بالدرجة الاولي وبحجم الادانات الصادرة من عمق جهات سياسية حزبية التي اصبحت تتنافس في ادانة الحكومة الذي اتت به ودعمته وبشرت به منقذا وهاديا للبشرية كلها قبل اهل العراق اصحاب الاحلام المتواضعة في العيش الكريم ومايحفظ لهم انسانيتهم وارثهم القومي والاجتماعي الذي عبرت عنه الامة العراقية بالادب السياسي والقومي والوطني الرفيع من غناء ونشيد.
ما يحدث من احتجاجات في محافظات الجنوب العراقي، خلال الأيام القليلة الماضية، يعيد للأذهان شبح سيناريو الفوضى المخيف، الذي اجتاحت غيومه قبل سنوات بعض عواصم عالمنا العربي أمثال مصر . وسوريةو لبيا، بشكل يضع العراق أمام مفترق طرق يزيد من مأساته ومعاناة شعبه في مرحلة ما بعد السقوط والاحتلال عام 2003.. وهي المرحلة التي تعتبر عنق الزجاجة الأكثر صعوبة في التاريخ العراقي الحديث.وبعيداً عن النوايا الطيبة في المظاهرات التي غالباً ما يسكن الشيطان في تفاصيلها، إلا أن الحالة العراقية بالتحديد كانت الاختبار العربي الأول، خلال العقود الماضية، والتي يؤسفنا أن تطورت بهذا الشكل، نتيجة أسباب لا داعي لاستدعائها، وإن بقيت درساً مؤلماً للذاكرة والوجدان العربيين، أوصلت هذا المحافظة لمثل هذه الحالة من الفراغ السياسي والصراعات بين القوى والاحزاب السياسية في ساحة أصبحت «ملعباً» مفتوحاً على مصراعيه لدول إقليمية وعالمية، لا يهمها استقرار البصرة بقدر ما يهمها توسيع دائرة نفوذها، وهو ما يمكن أن يدفع بالبلاد نحو مستنقع الفوضى وعدم الاستقرار، وهو ما يتطلب تدخلاً إقليمياً ودولياً كبيراً لدعم قدرات الحكومة العراقية لتجاوز الأزمات الطاحنة التى تعصف بالبلاد.
اندلاع الفوضى والاحتجاجات بالذات، ومن محافظات الجنوب تحديداً، يعيد سيناريوهات الإطاحة بمناطق الغربية (الموصل الانبار. تكريت)، والتي تم استثمارها كمقدمة للسقوط المحافظات فيما بعد، لتكون فوضى هذه المرة، وبهذا الشكل الأعنف، تحدياً كبيراً للحكومة الحالية وللعراق ككل، الذي يعاني بشدة، جراء سياسات اقتصادية متعثرة، بالتأكيد كانت من توابع مرحلة الاحتلال الأمريكي ونظام المحاصصة الطائفية، وما لحقها من فساد وعبث في مقدرات الشعب العراقي.. وفي نفس الوقت كانت الكارثة تكمن في وجود «متربصين» من الداخل والخارج يرسخون للفوضى وعدم الاستقرار.
التحدي الرئيس الذي يواجه العراق في خضم هذه التطورات في الجنوب العراقي التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي، هو كيفية عدم الوصول للفراغ في المشهد الداخلي، الذي يمكن أن يدفع الجماعات المتطرفة لتنظيم صفوفها والبدء فى مهاجمة مؤسسات الدولة خاصة في هذه المنطقة التي تستأثر بأكبر من 90% من مخزون العراق وثروته النفطية، وهو ما يعيد للأذهان مشاهد التنظيمات المتطرفة أو الطائفية مرة أخرى وبشكل حاد وللأسف باستثمار مناخ «شعبي» محموم أيضاً.!
المرجعية الدينية بالنجف التي تقف مع العراق وشعبه ومؤسساته الوطنية، بالتأكيد لا تتمنى أبداً مزيداً من الانحدار في المشهد العراقي، وتأمل أن تنتهي هذه الأزمة قريباً وبشكل يحفظ لهذا المحافظة، أمنه واستقراره واطمئنان شعبه، و خير دليل ذهاب معتمد المرجعية من أجل إنقاذ البصرة
وبما يدفع عنه أصابع الفتنة الإقليمية والسياسية التي تريد الهيمنة عليه وعلى قراره الوطني، في مرحلة بدأ فيها العراق يعود إلى هويته العربية الأصيلة.
ان هذه الغضب الشعبي في مدن محافظات الجنوب ومدن العراق في اجماع عفوي وشعبي ليس له مثيل يمثل الاغلبية الصامتة من ملايين العراقيين الذين سددوا ثمنا غاليا علي مدي مايقارب 17سنة من الزمان من حكم وتسلط الاقلية جهات متنفذة الذي تر عليه دمار شامل طال الانفس والمكتسبات والحقوق ومؤسسات الدولة القومية التي تواجه اليوم تهديدا غير مسبوق منذ تاسيس الدولة العراقية.
كل الاشياء في العراق اليوم في غير مكانها ولكن ظهر الامة مكشوف تماما في ظل غياب تصورات واقعية تقودها النخب العراق المختلفة مدعومة بمؤسسات ظل قومية سياسية وقانونية من خلفيات مهنية الي جانب الصحافة والاعلام لمواجهة احتمالات الموقف ومنع انزلاق البلاد في الفوضي والانهيار الذي اكتملت كل عوامله و ظروفه.
https://telegram.me/buratha