المقالات

الشباب والموت حباً بالبصرة..!

3390 2018-09-05

عبدالامير الربيعي
بعد تصاعد وانتشار عمليات الغضب الشعبي، في الشارع البصري، بشكل خاص وعموم جنوب العراق، وتنهال علينا التحليلات المتفاوتة، في الأوساط السياسية والإعلامية بعضها استحضر نظريات المؤامرة، وما يتصل بها مع النفط والمواجهة المكشوفة بين طهران وواشنطن، والبعض الأخر من المحللين اوعزها أنها حراك الأحزاب السياسية المتنازعة على السلطة، ويستمر هذا التراطم من التحليلات السياسية ، بسبب بسيط كل منهم يحلل ويفسر على ما يناسبه من مقاسات خاصة، تصب في سلة مطامعه والجهة المنتمي اليها، ويغض النظر عن مطالب الجمهور الغاضب.
ونحن نراقب بدقة التحليلات والتصريحات، لم نجد تحليل يذكر أن البصرة تعد مركز صناعة النفط في العراق، ومن أهم المدن النفطية في العالم، إذ تمتلك نحو 59 في المئة من احتياطات العراق النفطية، وتضم أضخم الحقول النفطية في العراق، منها مجنون والرميلة وغرب القرنة، ومن خلال المحافظة تصدر معظم كميات النفط العراقي التي تعتمد موازنة الدولة على عوائدها بشكل شبه كامل، حيث تصدر كميات النفط بواسطة ناقلات بحرية أجنبية من خلال مينائي العمية والبصرة فضلًا عن ثلاث منصات أحادية عائمة (المربد وجيكور والفيحاء)، ويضخ النفط للمنصات الثلاث الجديدة والميناءين القديمين عبر شبكة أنابيب تمتد تحت الماء وتتصل بمستودعات خزن ساحلية تقع قرب مركز قضاء الفاو المطل على الخليج.
عندما نقرأ عن خيرات مدينة البصرة، وهذه النسب من الثروات النفطية والإمكانات البشرية ومشروع البترو دولار، والحكومات المحلية المتعاقبة، ولاسيما الوعود من الحكومة المحلية الأخيرة، وتصريحات احد رؤساء الكتل، بالتعاقد مع اكبر الشركات العالمية، شركة (هيل انتر ناشيونال)، فترسم في مخيلتنا صورة العاصمة الاقتصادية وعصب الحياة العراقي، على انها البندقية، ولكن الحقيقة هي ارتفاع معدلات البطالة في البصرة بعد ان أشارت تقارير غير رسمية الى وصولها لنحو 40% من مجموع تعداد السكان، التي يشكل عدد الشباب فيها قرابة 60% ،انهيارا كبيرا وتراجعا في الخدمات الصحية نتيجة للإهمال الحكومي لهذا القطاع وشيوع الفساد والمحسوبية وسوء الإدارة فيه، حيث تعاني أغلب مستشفيات البلاد ولا سيما البصرة من الفساد المالي والإداري، مما انعكس على تردي الأوضاع على جميع المستويات، من ناحية النظافة والخدمة المقدمة للمريض، وساعد على انتشار العديد من الأوبئة والأمراض التي اختفت من العراق والعالم منذ عقود مثل:الملاريا والطاعون والكوليرا وانتشار الأمراض السرطانية بشكل كبير وحالات التسمم المفاجئة، وهذا الحال بالنسبة لجميع القطاعات الخدمية الاخرى، الكهرباء الماء التربية البيئة.
مما استعرضناه من وجه مقارنة الواقع، نستنتج ان فعلاً توجد مؤامرة من قبل الفاسدين وأصحاب الأجندات على الشعب المغلوب على أمره، ومن قبل الانتهازيين والمتربصين، لينشغل المنشغلون بالتأويل، فيصفون المواطن الذي يستجدي، ابسط مستلزمات العيش وهي الهواء والماء، الذي لوثوه بفسادهم، بالإيراني والمندس، ليبقون متربعين على عروشهم، لخمسة عشر عام قادمة، ولتبقى أرصدتهم في البنوك من السحت عامرة. 
وكما تعلمون العراق يدار بنظام الحكم اللامركزية، وبعد عجز الحكومة المحلية والمركزية، بتقديم الخدمات فمن الطبيعي المواطن المغلوب على أمره، يستخدم حقه المكفول دستورياً،بالتظاهر السلمي، والجمهور اليوم لديه وعي من كان على دكة الحكومة المركزية والمحلية ، والوعود الكاذبة والشركات الوهمية والكميشنات، وهذا ما أرعب الفاسدين وتسارعوا بتوجيه جيوشهم الاليكترونية لحرف مسار التظاهر، وبث الإشاعات ودس البعض لتخريب، الفاسدين من الساسة الذين التحقوا بالمشروع الصهيوامريكي السعودي، بعد وعود العم السام ومغريات المقدمة من قبل طويل العمر، صدقت التنبؤات التي كانت تغنى أحيا وأموت على البصرة، الشباب يموت حبا بالعيش في كرامة

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك