عبدالامير الربيعي
عبارت صدعت مسامعنا علی مدی السنين المنصرمة، تحديدا منذ بدء العملية السياسية الجديدة، مع بدأ كل عملية انتخابية، او بدء المظاهرات التي لطالما كانت تعبر عن سلميتها إزاء ضعف اداء الحکومة ، وبعد كل اربع سنوات ينهال علينا سيل من البرامج والمناهج الحكومية، ما ان أنصتنا لها نرى فيها العراق سيصبح بلاد العجائب.
للوهلة الأولى من السنوات، وعند مرور هذه العبارات على مسامع المواطنين، صدقوها لكونهم عاشوا من الظلم مدار 35 عام، والمثل الشعبي يقول الغركان يتعلك بكشاية، و لكن بعد تجربة 15 عام من الأزمات وحكومات الساعة الأخيرة،ونتاج الحكومات من مشاكل لأنها معاقة منذ الولادة، اصبح الوعي لدى الشعب كافي، بان لا يقبل بولادة حكومة مريضة معاقة من جديد، وستكون له كلمة الفصل وهو يشاهد الكتل مازالت تتصارع للوصول الى المغانم والمكتسبات الشخصية، وعلينا الا ننسى ان المرجع الأعلى وضع هذا الشرط على الحكومة المرتقبة.
المرجعية العليا التي بفتواها أنقذت العراق مرة أخرى من دنس الوهابية الصهيونية عام 2014 بعد دخول داعش و كيف لبوا شبابنا و شيوخنا هذا النداء. وكيف لبت الحوزة العلمية في النجف الاشرف النداء، فلنرجع إلى الوراء كيف بدأت ثورة 1920 لطرد الاستعمار. وكيف ان المرجعية في الثمانينات تصدت للطاغوت المتمثل بحزب البعث و صدام و صمدت أمامه، لذلك على من يسارعون بالتصدي الى السلطة، الانتباه كل الانتباه من ان الشعب واعي لما تقوله المرجعية، وتركة السنوات العجاف ثقيلة، والصبر لايستمر على مهازل جديدة.
وشاهدنا هناك من الأحزاب و الحركات الإسلامية، من تصدت للإرهاب و كانت تتسابق للوصول الى الجبهات، تلبيتاً لنداء المرجعية ، بل هي من كانت نواة الحشد الشعبي المقدس، وضحت بالدماء من اجل حفظ وحدة وكرامة العراق، ولم يكن في حساباتها سوى الخطر على الأمة، وأصبحت هذه الجهات هي درع الصد أمام اشد العصابات على الأرض، من الإجرام والدموية، وما يحملون من فكر منحرف متطرف وما في مكنونهم من حقد وغل، وشاهدنا فرحة عوائل الشهداء بتحرير الأراضي العراقية، من دنس العصابات التكفيرية، وبعد هذ ا الانجاز العظيم، لا يمكن ان يحافظ عليه سوى من قدم الدماء، وتصدى وهذا مالا يريده المشروع الصهيوامريكي السعودي، وحلفاؤهم المحلين من الجهات والأشخاص، الذين يعرقلون تشكيل الحكومة، ويبذلون كل ما اتوا من قوة، لقطع الطريق أمام المجاهدين ، لأنهم يعلمون جيدا هؤلاء سيقضون على الفساد وسيلاحقون الفاسدين .
فالمرجعية الدينية العليا، كانت وما زالت محور وحدة العراق أمام الإرهاب و الطغاة و الاستكبار، وهنالك جهات أرادت تشويه سمعت المرجعية الدينية، بحجة إن كل ما يعاني منه العراق من الويلات و الدمار هو بسبب الدين و الأحزاب الإسلامية، التي تصدت للحكم من بعد سقوط النظام، وهذه هي حربهم الناعمة التي قادوها، في العالم الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام.
سمعنا هذى الصداع من بعض قادة الكتل ، الذين كانوا السبب على مر الأعوام الماضي بدمار العراق ، ويستمر الحديث كما سمعناه من رئيس الوزراء المنتهية ولايته، في انعقاد الجلسة الأولى للبرلمان العراقي، والذي أشار فيها ان بعد القضاء على الإرهاب، وتحقيق الاستقرار الأمني والاقتصادي، سنعمل في المرحلة المقبلة على تقديم الخدمات وتوفير فرص العمل، وإيجاد حياة كريمة للموطن العراقي، فهل ستتحقق هذه النبؤة أم ننتظر خمسة عشر عاما جديدة.
https://telegram.me/buratha