الشهداء لهم منزلة كبيرة عند الله سبحانه وتعالى ، وقد خصهم الله في كتابه العزيز بأيات بينات .
كل الشعوب تعظم شهدائها وتخلد لهم الذكرى ، وتصنع لهم الرموز والتماثيل ، لما قدموه من تضحية كبيرة بالنفس لايقدمها الامن امن بقضيته وتيقن بأن الجنة هي المقام الذي سيناله .
في العراق رأينا اصناف من الشهداء كثيرة ، شهداء مقارعة النظام الصدامي ، وشهداء حروبه الرعناء مع دول الجوار . ومن يتجه صوب المقابر ويرى صور الشهداء ، يبكيهم دماً على فقدانهم لشبابهم .
تجري العادة ان يكون الشهيد مدافعا عن دينه وارضه وعرضه ، وفي الحرب يكون الشهيد قد نال شهادته على يد العدو ، لكن مالم نسمعه سابقاً ان يكون الشهيد مقتولا بيد اخيه وابن جلدته ، هذا مايحصل الان شباب عزل تطالب بحقوقها بعد اليأس والاهمال ، فيزرعون الرصاص في صدورهم الفتية .
اليوم سقط شهيداً في محافظة البصرة ، بكاه اباه وانتحب حسرة وغيض ، منظر الاب المفجوع يهز وجدان اموات الضمير ، فكيف تسنى لهؤلاء الساسة ايصالنا الى هذه المرحلة من القهر والظلم ؟
هل سيقدم رئيس الحكومه وزبانيته اعتذار ؟
وهل يكفي هذا الاعتذار ؟
اصبح وطننا يأكل ابنائه ، ولانعرف ماسيكون غداً ، الغضب الجماهيري زاد وخرج عن حدود السلمية ، والسبب هو بطئ التصرف الحكومي لإستيعاب الازمة ، بل زادوا الطين بله ، باستخدامهم اساليب القمع والتنكيل بالمتظاهرين .
اصوات تعترض على التظاهرات بحجة ان الحكومة القادمة لم تشكل بعد ، ولا يتسنى للبرلمان الجديد ، وضع الحلول العاجلة لقضية البصرة ، انا اقول له ؛ كيف تريد من ثلة اوغاد فشلوا بأول جلسة لهم عقدوها ، وأول بيان لهم وتصريح اعلامي قالوا فيه بالحرف الواحد ( فشل البرلمان بتحديد رئيسا له ونائبيه ) ابعد هذا التصريح تريد نجاحاً ؟
ومن باب آخر هل دخل قبة برلمان العهر وجه جديد ، سيقلب الطاولة على اسلافه ؟ كلا هم انفسهم لكن بلباس جديد واسماء تكتلات جديدة ، وهذه الاسماء براقة بمصطلحات تبهر من لايعرفهم فهي تدل على حب وخدمة الوطن وابناءه ، وحقيقتها كذب وتدليس وضحك على الذقون .
الحق ان نغير تسمية المظاهرات بهذا الاسم بعد ان اصبح الحاكم عدوا لشعبه ، ونعلنها ثورة نعم ثورة دون ان نضيف عليها القاباً ، فهي ثورة بكل المقايس والاعراف ، ثورة ضد الظلم والجور والحرمان ، ثورة للاطاحة بخونة باعوا دينهم بدنياهم ، وليكن دم الشهيد ( البصراوي) بذرة ياسمين لهذه الثورة ، ولتكتب الاقلام عن الشعب العراقي المظلوم ، الذي كتب عليه القدر ان لايهنئ له عيش ، في ظل الحكومات ، وان لا نقف مكتوفي الايدي ضد هذه الاعمال الاجرامية ، التي لن تكتفي بشهيد واحد بل ستزيل وهج الثورة بقمع دموي مستمر .
وننتظر تصريح حكومي حول الشهيد ونطلب منهم تسمية شهادته ومانوعها ، ان كان شهيداً بنظرهم وليس مقتولا عن طريق الخطأ ؟
انصفوه بالتسمية ايها الاوغاد .
زيد الحسن
https://telegram.me/buratha