المقالات

اين الخلل؟!

1852 2018-09-04

 

مجيد الكفائي

الكثير من العراقيين يتسألون أين الخلل الذي تسبب في تأخير تطور العراق ونموه واستقراره لعقود من الزمن هل هو في نوع نظام الحكم؟ ام هو في الحكام انفسهم الذين تعاقبوا على حكم العراق خلال قرن من الزمن ام هو سبب اخرخارج عن الارادة البشرية, وهو سؤال منطقي ومقبول ولا يؤاخذ عليه احد.

فقد جرب العراقيون منذ عام 1920 وحتى الان عدة انظمة سياسية, كالنظام الملكي والرئاسي والبرلماني الا ان حالهم في كل تلك السنوات وتحت ظل كل نظام سياسي لم يتغير.

فالويلات والمآسي التي مرت بالعراق وشعبه لاتنسى ولا تزال مرارتها تحت لسان كل عراقي وظل المواطن العراقي على مدى تلك العقود من الزمن وفي كل العهود الملكية والجمهورية فقيرا رغم امتلاك العراق لثروات نفطية هائلة وقدرات بشرية متميزة وظل مستعبدا مسلوب الحرية والارادة رغم تطور الزمن وتمتع شعوب العالم الثالث بشيء من الحرية وقيام انظمة ديموقراطية في هذا العالم, وظل العراق بفضل انظمته السياسية المختلفة والمتغيرة يعاني من من الموت والالم ويخوض الحروب حربا بعد اخرى رغم استهجان الشعوب والدول للحروب واستغناء حتى الدول الاستعمارية عن تلك السياسات الحروبية بعد الحرب العالمية الثانية وجنوحها للسلام واعتماد الاقتصاد كأداة للتأثير في معادلة القوة والتحكم بمصير العالم, وظل العراق متخلفا عن غيره رغم التطور العلمي والتكنلوجي الكبير الذي حصل في العالم وسبقت العراق دول كانت في اخر قائمة التخلف يوم كان العراق في مقدمة قائمة الدول التي يتوقع لها ان تكون من الدول المتقدمة لما يملكه من موارد نفطية ومعدنية وبشرية هائلة,وتفوقت دول وعواصم ولدت في السبعينيات على العراق وبغداد عاصمة الحضارة لألاف السنين وشَيَدتْ الأبراج والطرق السريعة والمترو والجسور والمدن السياحية وتنعمَّ شعبها بالخير والرفاهية والاستقرار والنِعَم الكثيرة وظلت بغداد ومدن العراق اطلال مدن وخربات يبكي عليها الرائح والغادي حزنا على بلد الحضارة ومصدر الاشعاع الفكري والعلمي والادبي لألاف السنين .

لقد تعاقبت على حكم العراق منذ تأسيسة كدولة ولحد الان انظمة سياسية متعددة ومتنوعة لم تستطع تطوير العراق او بنائه اورفع مستوى المعيشة لشعبه او تحقيق شيء من العدالة الاجتماعية اوحماية شعبه من الموت والدمار اوحماية خارطته من التفتيت والتمزق والانهيار ولم تحافظ على هيبة العراق واسمه الكبير وتاريخه العريق لذلك لابد للعراقيين وبعد مايقارب قرن من الزمن التفكير بجدية في السبب الذي دمر العراق هل هو في نوع نظام الحكم ام هو في الطبقة الساسية الحاكمة فان كان في طبيعة نوع نظام الحكم فعليهم اختيار النظام الاصلح للتطبيق في العراق والعمل من اجل تحقيقه كي يتخلص العراق من كل علله الناجمة عن تطبيق انظمة حكم غير صالحة وان كان السبب في الطبقة السياسية فعليهم اختيار من يمثلهم بدقة بعيدا عن التحزب والطائفية والمذهبية ونبذ اي كتلة سياسية فاسدة او فاشلة في الانتخابات المقبلة والتي سيكون الكلام الفصل فيها له اولا واخرا واختيارمن يصون العراق واهله ويعيد بنائه ويحفظ ارضه وشعبه من الدمار والموت وعليه ان يحذر من استغلال السياسين للدين والطائفة والمذهب والتي استخدموها في كل الدورات الانتخابية السابقة بغرض كسب صوته ثم بيعه بارخص الاثمان.

ان اعادة هيبة العراق التي فُقِدَتْ مرهون بالعراقيين انفسهم فاما الاختيار الصحيح لمن يحكمهم ويمثلهم اوالرضا بالفاشلين والفاسدين والسراق واعادة انتخابهم من جديد والعيش الى الابد في ظل الموت والدمار وظنك العيش فالانظمة السياسية برجالها وليس بشكلها او نوعها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك