المقالات

رجال الحل، والتدابير الأمثل

2084 2018-09-03

 

كاظم الخطيب
الحل، هي كلمة سحرية، لها وقع كبير ومؤثر في نفس المتلقي، وخصوصاً ذاك الذي يعاني من مشكلة عجزَ عن حلها، ومعضلة لم ير أفقاً لحلها من قريب أو بعيد.
الحل، فعل لا يتأتى لكل شخص، ولا يصل إليه كل أحدٍ، إلا أن يكون ذا بصيرة، وروية، ورباطة جأش، وأن يكون جسوراً ليُقدمَ على المفاضلة بين الخيارات والحلول، وإختيار أنجعها على أن تكون له القدرة على الأخذ بها، وتنفيذها حتى وإن كانت تلك الحلول تتطلب جهداً شاقاً، وموقفاً حازماً، ومَقدَماً جسوراً.
المشاكل والمعضلات، والكوارث والنكبات، منذ أن أصبح لها وطن، ووجدت ضالتها في شعب العراق، كي تشبع رغباتها، في أن تتغذى على لحومهم، وتنتشي بشرب دمائهم، وتطرب لسماع آهاتهم، وصراخهم، وعويلهم، وتَشمتَ بهم عندما تراهم عاجزون عن نصرة أنفُسِهِم، وغياب من يستمع إلى نجواهم أو يستجيب لشكواهم.
لكنهم ورغم جحود أغلب جُهالِهمْ، إعتادوا على أن يكون الحل سيستانياً بإمتياز، ومرجعياً بتفرد، وشيعياً على وجه الخصوص.
كل معضلة ليس لها أبا محمد رضا، تضل محلها، وتتعقد مفاتلها، ويستعصي على الآخرين حلها، والشواهد السابقة والحالية منها، واللاحقة- الآنية القريبة محل النقاش وشاهد الحديث- تشير إلى ذلك بوضوح تام، وتؤكد عليه بإصرار أكيد، وتبقى الحلول الأخرى ترقيعية، تأزيمية- تقليدية بمحاكاة- عاجزة عن إستيعاب حكمة الحل، وقدرة الموقف، وصواب الهدف، وكيفية التنفيذ، والنهاية الحاسمة، والمطاف السلس للوصول للغاية المنشودة، التي تتحلى بها أساليب الحلول الصادرة من بؤرة الذمة، وصميم الحكمة، ودرع الأمة السيد الحسيني السيستاني ( دام ظله الوارف). 
البصرة التي أريد لها غدراً أن تكون سبايكراً أخرى ، وخطط لها مكراً أن تكون كربلاءً ثانية، البصرة التي تمد يدها لتطعم العراق، يتقاعس العراق عن مد يده لها وهي تحتضر، ورغم ذلك فهي تنزف خيراً، وتعطي وفراً، ولا ينالها ذلك إلا فقراً، كونها على حد زعم بعضهم لا تتمتع بتفرد حزب معين فيها، كي يطالب بحقوق أبنائها، وبالنظر لما طال مسؤوليها – المحافظ ورئيس مجلس المحافظة- من ملاحقات قضائية بقضايا فساد، أفقدها ذلك أمكانيتها في التفاوض وفرض الشروط – للحصول على المكتسبات- كما كردستان والمحافظات الغربية، لأن الأحزاب الشيعية باتت غنية عن أصوات أبناء البصرة التي أصبحت مشتتة ولا تتميز بتوجه سياسي معين دون غيره. 
الإهمال الحكومي، والخذلان الحزبي، والصمت الشعبي، هم أركان مثلث الموت الذي طوق البصرة ببصرييها، ليموتوا حزناً وكمداً، ليموتوا جوعاً وفقراً، ليموتوا سماً وعطشاً.
لم ينظر الساسة في العراق إلى البصرة كشعب وقطعة من وطن، بل عاملوها على إنها بقرة حلوب تدر الحليب لهم ليتمكنوا من تحصيل مكاسبهم الخاصة، وإرضاء شركائهم الإستراتيجيين لكسب تأييده والإنضمام لهم لتشكيل الكتلة الأكبر.
في ظل اليأس الشعبي، والقنوط الإجتماعي، والتخاذل السياسي، والتآمر البعثي، والتدبير الأمريكي، والتخطيط الصهيوني، والتنفيذ الخليجي، والذهول المدني، إنطلقت صيحة الصامت إلا بالحق، والساكت إلا عن الباطل، صيحة أبوية، رسالية، لتلطم الباطل لطماً، وتلكم الظالم لكماً، وتنصف المظلوم، وتنقذ المسموم، ولتثبت للعالم أجمع إن الحل لا يأتي به الجبناء، ولا يصنعه المتخاذلون، ولا ينتجه المتناحرون على تشكيل الكتلة الأكبر وشعبهم يموتون عطشاً.
نعم.. زحفت المرجعية بشرفائها لنجدة أبنائها في البصرة، وآلت على نفسها، أن لا تبرح الأرض إلا وقد روت الشفاه العطشى، ورطبت الكُبْد الحرى، وأثبتت إن العراق لا يخلو من الخير، وإنه لا يحتاج إلا إلى مسحة من ضمير، وإن القوة من الله العلي القدير.
ليزحف العراق إلى البصرة لينقذها، كما زحفت البصرة إليه لتنقذه، وليكن أبناء العراق أكثر وفاءً لتضحيات المرجعية ودماء الشهداء

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك