المقالات

أرجوحة وثلاث حبال..

2284 2018-08-31

 

زيد الحسـن

المناصب السيادية في العراق ثلاثاً، قدسوها تقديس وصل حد الكفر والطغيان، رئاسة الجمهورية ورئاسة الوزراء ورئاسة البرلمان، واصبح الدوران حول هذه التسميات يشبه حديث السقيفة الذي مضى عليه اكثر من الف واربعمائة عام، ومازال جدال الفريقين عليه عقيما ويسبب الفرقة والاتفاق عليه محال.

الاخوة الاكراد لهم رئاسة الجمهورية ولقد اشبع هذا المنصب غرورهم، واثلج لهم الصدور بأن يكونوا رؤساء،ولو بالاسم فقط، وربما هي نزعة ثأر من حكم النظام البائد، وانتقام من تسلطه وجبروته الذي اذاهم سنين طوال.

وسياسيو السنة رئاسة البرلمان تشعرهم أن لهم مسكة يد، على العصا التي تدير البلد ويخشون ان تضرب لهم المصالح بهذه العصا، ولا يملكون اطمئناناً ان يفلتوا زمام امور العصا تدار خارج علمهم.

سياسيو الشيعة منصبهم يرونه حق مغتصب من اربعة عقود، وعليهم التمسك به وعدم التفريط به وان لم يحسنوا ممارسة واجباته.

يحكى عن رجل متزوج من امرأتين احداهما ( حان ) والاخرى (مانة)، عند مبيته في بيت حانة تقوم بنتف شعر لحيته الاسود، وعند مبتيه في بيت مانة تقوم بنتف شعر لحيته الابيض، هنا صرخ الزوج المسكين واطلق مقولته الشهيرة (بين حانة وبين مانة ضاعت لحانا).

الكارت الرابح الذي وضعته امريكا على رأس سياستها لتجزئة العراق، وعدم قيام قائمته، هو تكريس مفهوم المحاصصة، تلك التي يصرح جميع سياسيو العراق بان المحاصصة سبب دمار العراق، وتفرقته وشل حركة التقدم واسباب عدم نهضته، فكيف سيتسنى لساستنا تجاوز اهم العقبات ذات المنشأ الامريكي في ادارة الدولة ؟ والبلد لديه حبال ثلاث تحز عنقه كلما اراد الوقوف؟

ومن يمتلك الشجاعة ويعلنها بصوت عالِ مسموع ويقول أن هذه المناصب ليست لطائفة او لقومية بل هي لمؤسسات الدولة، وتجزئتها سبب فرقتنا لا سبب لم شملنا؟

ولربما ستقاتل دفاعا عنها امريكا بكل مالديها من طاقة يؤيدها سياسيو الفتن والفرقة.

الشارع العراقي اليوم بطوائفة وقومياته، لم يعد يثق بتلك الاطروحة ولا هذه المسميات، حتى أنه اعلنها صراحة بانه يقبل ان يحكمه ( يهودي ) عادل، بدل من هولاء الذي يدعون القومية والوطنية، مناصبهم هذه شماعة يعلقون عليها اسباب بقائهم في مواقعهم، فان زالت زال سبب وجود الفاسدين، فهم اعدوا رجال اسموهم رجال الازمات واجبهم القلقلة والبلبلة، كلما هدأت الامور في البلد واقترب كشف المستور عما يفعلونه، من نهب وسلب وفشل في ادارة الدولة، اشعلوا لنا فتنة كبيرة لا انزل الله بها من سلطان.

اولى مهام الاصلاح هو القضاء على رأس المحاصصة وجذرها التكعيبي لهذه المناصب الثلاث، ما ان تخليتم عنها قد تكونوا انجزتم اولى المهام،واصعبها على وجه الاطلاق في عملية الاصلاح وقتل المحاصصة، لكن الامر يحتاج لشجاعة فائقة واصرار كبيرة، ونكران للذات عالِ المستوى، نشك في امتلاككم اياه، لما رأيناه منكم طوال خمسة عشر سنة، صلتم وجلتم فيها فساداً لاسابقة له على مر التاريخ.

ننتظر بفارغ الصبر بياناً كـالاتي (ايها الشعب العراقي الكريم اليكم البيان رقم (1) لقد طلقنا زوجاتنا الثلاث (حانة ومانة والثالثة، طلاقا نهائيا لا رجعة فيه، ونعلن اليوم ان العراق (هو الاب والام)، ولا ولاء الا للعراق، وسنعمل من اجل وحدته والله شاهد ورقيب.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك