المقالات

أقتلوا الشعب فهو الملام..!

3195 2018-08-31

كاظم الخطيب

حياة الشعوب رهن بماهيتها، وعزة الأوطان رهن بصنف مواطنيها، فلا يمكن أن يرى الحرية شعب قد تعود على السكوت، ولا يمكن أن يتحضر شعب قد ترعرع في أحضان الجهل، كما لا يمكن لأي شعب أن ينال الإستقلال وهو لا يفقه شيئاً عن مبادئ الثائرين.

لا خلاف مطلقا،ً في إن التخندق الطائفي والقومي للأحزاب هو سبب دمار البلد، ولا يجب أن ننسى- أو لا يحق لنا أن ننكر- دورنا السلبي كمواطنين- في دعم هذه الأحزاب، وتمكينها من مقدراتنا، والتربع على عرش عبثية الإدارة في الدولة.

كما لا يحق لنا أن نلوم السياسي الفاسد، ولا البرلماني التابع لقوى خارجية، أو قيادات محلية، ولا أن ننتقد أي دولة عالمية أو إقليمية، ولا حتى دول الجوار حين تتدخل بالشأن السياسي العراقي أو تتحكم في إقتصاد البلد، أو أن تجعل لها موطىء قدم- عسكرياً كان أو غير ذلك - في بقعة ما من الأراضي العراقية.

كوننا شعب لا يملك من الكلام إلا لقلقة اللسان، ولا يعرف من الحرية إلا السباب والشتم، ولا يرى الوطن إلا بقرة حلوب، ولا يعرف من الشهوات إلا البطن والفرج، لذلك باع كثير منا صوته بمائدة من طعام شهي، أو حفل راقص بهي، أو وعد من سياسي كذوب أو بغي .

نعم.. لقد دأب هذا الشعب على تقديس الساسة، أكثر من تقديس الهندوس لأبقارهم، فقد أحاط كل حزب قادته بهالة القداسة والتمجيد، وإستماتوا في الدفاع عنهم، على الرغم من علمهم إن أحدهم لا يساوي شسع نعل ليتيم، ولا يرقى إلى شرف قطرة من دموع أرملة في ليلة باردة وهي تضم أيتامها بين ذراعيها لتحميهم من برد الشتاء وجور السلطان، نحن شعب قد مدَ رقبته ليذبح بيديه؛ فقتل السني الشيعي، وقتل الشيعي السني، وقتل الكردي التركماني، ليس بإرادة ذاتية، بل برغبة حزبية وتحريض خارجي، نحن الملامون، لا حفنة الأوغاد من الساسة الفاسدين، فما تمكنوا إلا من خلالنا، وما تمادوا إلا لكوننا قد سكتنا عن حقنا، إنهم يستمدون القوة من شتاتنا، فإن (من أمن العقوبة أساء الأدب) فما لنا لا نتشبه بالآخرين؟ فنثور على خيبتنا قبل الثورة على حكامنا، ومالنا لا ندكدك الأصنام التي في صدورنا؟ ومالنا لا نلقي بالحزبية تحت أقدامنا؟ ومالنا لا نأبه لمستقبل أبناءنا؟.. نعم لنثور، ولم لا نثور؟ هل ترانا قد وصلنا إلى حال باتت فيه الثورة تستثنينا من حساباتها؟ لما رأته من إستكانتنا ونحن على أعتاب المذابح، وما لمسته من عدم مبالاتنا لأنين الأيتام، ونحيب الأرامل، ونواح الثكالى، وما رأته من تراقص أصابعنا على لوحات مفاتيح (اللاب توب ) وشاشات الهواتف غضباً وسخطاً وشجباً وإستنكاراً، وما أن ينقطع النت حتى نعود إلى حالة السكينة- عفوا الإستكانة- والخنوع وكأن شيئاً لم يكن.

لا بد من وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فإن حاويات النفايات، وأكوام المزابل، هي المكان المناسب، لكل قاذوراتنا السياسية من الفاسدين، الذين قاموا بتدوير أنفسهم مجددا، تحت مسمىً جديد- الكتلة الأكبر- ليضحكوا بها على لحانا، وليجثموا على صدورنا، وليمارسوا تفاهاتهم من جديد، وليزكموا بها أنوفنا .

ثورة عارمة هي كفيلة بقلب الموازين، والقذف بالفوضى الخلاقة إلى أتون من نار السخط الشعبي، والغضب الجماهيري، حتى يقال بحق إننا شعب قد تسيد نفسه، وجعل المواطن الشريف كل قدسه.

كي نجني لابد أن نزرع، كي نأخذ لابد أن نعطي، كي نحيا لابد أن نثور.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو حسنين
2018-08-31
نعم كل مافي هذا المقال مطابق للحقيقه تماما لاكن مبتور الاتهام لم يذكر فساد الخطباء الذين يعتلون المنابر وبعض رجالات الدين المسيسين هؤلاء الفاسدون الرئيسيين لتظليل العامه وتوجيه الناس بما يعجبهم وميولاتهم الدنيويه
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك