المقالات

لا أسف على أمس..!

1852 2018-08-28

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

في هذه الأيام من سنة 2014 سمعنا من يقول:"وسفة صار منتهي الولاية"..بهذه العبارة العميقة, رد أحد أنصار السيد المالكي على خبر سمعه..

عمق العبارة ليس ببلاغتها, ولا بمشروعيتها, أو إن قائلها مؤدّلج؛ بل لأنها تعكس لثقافة "التشبث" والشخصنة الموروثة, التي لاتنسجم مع الروح المؤسساتية للنظم الديمقراطية.

فكرة القائد الأوحد المسدد, تعشش بشكل مخيف في العراق, وخطرها يكمن في إنها تشمل مواقع الدولة, فالتردي لا يلام عليه المسؤول؛ بل يعلّق على شماعة الآخرين؛ تحت عنوان "ماخلوه يشتغل"..!

بقاء العبادي على رأس أي حكومة جديدة, يعني التسليم بالأوضاع الحالية, والقناعة بما وصلنا إليه من سوء؛ وهذا يعكس عجز القوى السياسية على تحريك الراكد, والخروج من نظرية "القائد الضرورة"، وإلغاء نظام "القبول بما هو قائم"!

التغيير إذا حصل سينعكس إيجابيا؛ على مجمل الأوضاع التي يعانيها البلد, ومن هنا تأتي الأهمية البالغة للتغيير؛ المعبر بشكل دقيق عن الديمقراطية وآلياتها.

الإستحقاق الإنتخابي, في نظام برلماني لا يعكس أسم رئيس الحكومة؛ إنما يترجم على شكل مقاعد برلمانية, وتلك المقاعد لا تكون بمعزل عن مجلس النواب, فهي جزءً من مكوناته، وليس بالضرورة إن يحصل المرشح المعلن لأي كتلة, على القبول والإجماع داخل البرلمان, ومن غير الممكن فرضه على الأعضاء؛ ولطالما صرّحت الكتل السياسية, برفض ترشيح السيد العبادي.

الرافضون يمثلون إرادات شعبية, مهما أختلفت, لكنها تشترك بإرادة التغيير, الذي صار مطلباً وشعاراً إنتخابياً لأغلب تلك القوى.

التظاهرات الجماهيرية والمرجعية الدينية، أتفقت على مطلبين أساسيين, الأول يتمثل بضرورة تشكيل حكومة خادمة؛ ليس للمحاصة رائحة فيها، والثاني أختيار رئيس وزراء مستقل كفوء شجاع نزيه، قادر على تلبية المطالب الشعبية، وقيادة العراق بحنكة ودراية في المرحلة القادمة، والسيد العبادي لا يتوفر على الحد الأدنى من هذه الأشتراطات، ولذلك فإن طرح أسمه مجددا لولاية ثانية، يشكل نوعا من العبث المتعالي على إرادة الجماهير؛ وتغاضيا عن توصيات المرجعية الدينية العليا.

أمام السيد العبادي كسياسي فرصة مثالية، يوجبها عليه المنطق والوفاء لجمهوره، وهي أن يختار العمل ضمن إطار المعارضة البنّاءة، وأن يقبل بإرادة التغيير.

إرادة التغيير ستنجح بصورة ليست مسبوقة, وسيتشكل واقع جديد يفتح آفاقاً جديدة, وسيكون التغيير مفتاحا لعودة الأمل، بخروج العراق معافىً من أزماته.

المهمة الكبرى المرتجاة من هذا التغيير؛ هي القضاء على بعض الثقافات الموروثة, التي تربط مصير الدولة والشعب، بشخص أو مجموعة أشخاص..

كلام قبل السلام: الأمم لا تُبنى بخطاب التظليل, بل بالسعي الحثيث لسحق الأزمات..وحريٌ بالآسفين الأسف على ماضاع, في ظل حكومة فاقدة للأهلية..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك