قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
في هذه الأيام من سنة 2014 سمعنا من يقول:"وسفة صار منتهي الولاية"..بهذه العبارة العميقة, رد أحد أنصار السيد المالكي على خبر سمعه..
عمق العبارة ليس ببلاغتها, ولا بمشروعيتها, أو إن قائلها مؤدّلج؛ بل لأنها تعكس لثقافة "التشبث" والشخصنة الموروثة, التي لاتنسجم مع الروح المؤسساتية للنظم الديمقراطية.
فكرة القائد الأوحد المسدد, تعشش بشكل مخيف في العراق, وخطرها يكمن في إنها تشمل مواقع الدولة, فالتردي لا يلام عليه المسؤول؛ بل يعلّق على شماعة الآخرين؛ تحت عنوان "ماخلوه يشتغل"..!
بقاء العبادي على رأس أي حكومة جديدة, يعني التسليم بالأوضاع الحالية, والقناعة بما وصلنا إليه من سوء؛ وهذا يعكس عجز القوى السياسية على تحريك الراكد, والخروج من نظرية "القائد الضرورة"، وإلغاء نظام "القبول بما هو قائم"!
التغيير إذا حصل سينعكس إيجابيا؛ على مجمل الأوضاع التي يعانيها البلد, ومن هنا تأتي الأهمية البالغة للتغيير؛ المعبر بشكل دقيق عن الديمقراطية وآلياتها.
الإستحقاق الإنتخابي, في نظام برلماني لا يعكس أسم رئيس الحكومة؛ إنما يترجم على شكل مقاعد برلمانية, وتلك المقاعد لا تكون بمعزل عن مجلس النواب, فهي جزءً من مكوناته، وليس بالضرورة إن يحصل المرشح المعلن لأي كتلة, على القبول والإجماع داخل البرلمان, ومن غير الممكن فرضه على الأعضاء؛ ولطالما صرّحت الكتل السياسية, برفض ترشيح السيد العبادي.
الرافضون يمثلون إرادات شعبية, مهما أختلفت, لكنها تشترك بإرادة التغيير, الذي صار مطلباً وشعاراً إنتخابياً لأغلب تلك القوى.
التظاهرات الجماهيرية والمرجعية الدينية، أتفقت على مطلبين أساسيين, الأول يتمثل بضرورة تشكيل حكومة خادمة؛ ليس للمحاصة رائحة فيها، والثاني أختيار رئيس وزراء مستقل كفوء شجاع نزيه، قادر على تلبية المطالب الشعبية، وقيادة العراق بحنكة ودراية في المرحلة القادمة، والسيد العبادي لا يتوفر على الحد الأدنى من هذه الأشتراطات، ولذلك فإن طرح أسمه مجددا لولاية ثانية، يشكل نوعا من العبث المتعالي على إرادة الجماهير؛ وتغاضيا عن توصيات المرجعية الدينية العليا.
أمام السيد العبادي كسياسي فرصة مثالية، يوجبها عليه المنطق والوفاء لجمهوره، وهي أن يختار العمل ضمن إطار المعارضة البنّاءة، وأن يقبل بإرادة التغيير.
إرادة التغيير ستنجح بصورة ليست مسبوقة, وسيتشكل واقع جديد يفتح آفاقاً جديدة, وسيكون التغيير مفتاحا لعودة الأمل، بخروج العراق معافىً من أزماته.
المهمة الكبرى المرتجاة من هذا التغيير؛ هي القضاء على بعض الثقافات الموروثة, التي تربط مصير الدولة والشعب، بشخص أو مجموعة أشخاص..
كلام قبل السلام: الأمم لا تُبنى بخطاب التظليل, بل بالسعي الحثيث لسحق الأزمات..وحريٌ بالآسفين الأسف على ماضاع, في ظل حكومة فاقدة للأهلية..!
سلام..
https://telegram.me/buratha