جاسم الصافي
نحن من يخسر وهم من يحصدون المغانم , هكذا تجري الامور دوما , لا تغير ولا امل , ليس في الامر تشاءم , فسياط البؤس لم تصل بنا الى حافة الهاوية على ما يبدوا , وحتى بعد ان وصلت بأحدنا او بجماعة منا لقرار الانتحار , بسقوط من شرفة الكعبة او تسمم بمواد تالفة او حرقا بنفط البلاد او سكتة قلبة على مصلى , فالأمر لا يتعدى مجرد خبر في صحف الصباح عن حادث يومي عابر , نعم فأبو عزيز فتيل لسياسة استعمارية , والدليل ان من حمل رسالة الانتحار من بعده وضع في مكبس النفايات وصار في خبر كان , ذاكرتنا نحن عصفورية تتمتع بنعمة النسيان اسفنجية تكسب وتفقد سريعا بل حتى قبل ان يرتد لك طرف , نحن شعب يتحمل المصاعب غفور رحيم صابر مجاهد يتوضأ بالانتظار , ويصلي على سجاد البساطة والصبر ويصوم بأحلام الجنة ووعود المسؤول , يشرب الشاي بلا مبالة وعينه بعين شمس تموز , ويكون سعيدا لأنه استجار من الرمضاء بالاستحمام بموالح شط العرب , ومع هذا يحمد الرحمن على فتات فضلاتهم فهي مكارم , توزع وبلا تساوي , من يخدم اكثر يستحق اكثر , يقول عنا احدهم اننا معشر العراقيين لا نستحق مجهودهم السماوي العظيم , والحقيقة نحن كذلك , فنحن من نكث العهد مع علي ابن ابي طالب ونحن من خان ولده سيدنا ومولانا الحسين عليهما السلام , وقد قال فينا الحجاج خطبة هي اخلد من شعر المتنبي , بل نحن شعب حضارته الحروب من زمن سومر حتى ايام ملحمة القادسية الاولى والثانية والثالثة والرابعة .... هذا ما تغذينا به طوال عمرنا , لنكون صاغرين طائعين عبيد مطيعين , ندفع الثمن بالمجان لهم ونحمد سلطان كهنوتهم الخالد فينا , نتبع تعاليم السلف الصالح والاجداد العظام نأطر ايامنا في امثالهم الشعبية وحكايات كان يا ما كان . اليس هذا دينكم وهذه ما تدعون له في دعواكم , والناس على دين ملوكهم ونحن نتبع بلا وعي فتواكم المطعمة بذيل الاحاديث واقوال الرحمن , وكل ما نحن به من بؤس وتخوين وروح الأنانية ونوازع المادية وتكاثر النزعات الإلحادية جاء بفضل كرمكم علينا , بسببكم انتشر فقر جديد ظالم , ليس كفقر الامس العادل نعم فقد كان الظلم متساوي بيننا ولم نكن طبقيات يستعر احدنا من فقر اخيه ، كنا سلطة وشعب حكومة ومعارضة خيرا وشرا الله وشيطان , لم نكن ملونين بلون الحرباء بل كانت الواننا ( يسود يبيض ) ولهذا صار أيماننا نسبي يتقلب مع بورصة عطاياكم تفوح منه الريبة والشك في دواخلنا مدرج في لاحت اتهاماتنا , لقد جئتم كما جاء ابليس للعابد بجبين ساجد ومسبحة مستغفرا وخاتم من عقيق الغرب سحر ابصارنا بريقه , بالإنسانية الشمطاء والديمقراطية البلهاء والحرية العرجاء , حتى غزوتم ايامنا بالكوابيس وانتزعتم بمخالب رفعتكم احلامنا ووزعتم الفرقة بيننا بانتظام اكثر من عمل البطاقة التموينية ونهبتم خيرات بلادنا بمشاريع الوهم والخديعة حتى ضاع ما لنا وما علينا , لهذا اقول : - الله .... الله على ايام ابليس حيث كان الشر واحد والرب واحد وكان الحب واحد والمواطن واحد , ربي ارجعني أعمل صالحا .
https://telegram.me/buratha