المقالات

نينوى ترثي البصرة ...

2057 2018-08-28

تعرضت الموصل لكل المحن بشراسة كبيرة وعلى يد حكامها وابنائها ، من تخاذل للبعض ومن اصطفاف البعض الاخر مع الدواعش ، انتهاك للاعراض وتهجير وسبي وقتل وتدمير للبنى التحتية ، حتى الاثار لم تسلم من الدمار فقد اطاحوا بالحدباء العريقة ونالوا منها بوحشية الحاقد .
ام الربيعين تلك المدينة الجميلة في شمال العراق المعروفة بحضارتها الاصيلة وبطيبة اهلها ، وثقافتهم الكبيرة ، تخرج من جامعاتها الكثير الكثير من مختلف الاختصاصات فهي مدينة علمية بارزة من مدن العراق .
بعد ان ساهم بعض الساسة بتسليمها على طبق من ذهب الى داعش ، وتأخر التحرير لفترة طويلة عاث فيها الدواعش وعبث بخبث وحقارة وشرد اهلها واستباحوا كل شيء ،
وهي القطب الشمالي للعراق ، وللعراق قطبين تغنى بهم الشعراء ويفتخر بهما كل عراقي شريف القطب الاخر هو البصرة الفيحاء ، الفيحاء الان تعاني سكرات الموت وقد تخلت عنها يد حكومتنا بعناد واصرار ، وكأنها بلدة نائية يراد ازالتها من خارطة البلد ، ويحكم هل تعلمون من هي البصرة ومن يسكنها ؟ 
هل نسيتم المعارك الشرسة التي قام بها ابناء البصرة ابان احتلال العراق ؟
تخرج وزيرة الصحة علنا امام الشاشات وتعلن بكل وقاحة ان لا احد مات في البصرة ومجرد حالات تسمم مقدارها الف وخمسمائة حالة ؟ بربكم هل هذا منطق مسؤول طبي انساني ؟
هل ننتظر ان يموت اهل البصرة وتنتشر الامراض حتى نبكيها كما بكينا الموصل بحرقة ؟
ماهكذا يدار الحكم في البلاد ايتها الوزيرة وان اردتي العلاج فقط اذهبي لرؤية الموصل وشاهدي حجم الكارثة التي اصابتها وبعدها توجهي بسيارتك الفارهة وخذي معك الجوق من حمايتك وتوجهي الى البصرة ، ستسمعين السياب يهجوكِ هجاءً لن تفهميه لكنه مدون في صفحة من صفحات حكمكم للعراق ، سترين بام عينك نخيلها كسهام في صدرك المكشوف عنه الحياء ، سترعبكِ صرخات الاطفال الذين تسممت ابدانهم بشرب ماء لايصلح لحياة انسان .
لم نتهاون باهلنا ونفرط بهم بهذه السهولة ؟ الجواب بسيط جدا ، هذه مخططات لتدمير العراق يقودها ساستنا وينفذونها بدقة وحرفية فائقة ، لن يسمحوا ان يعمر البلد ! 
والا كيف يهان اهل اكبر مدينة منتجة لاقتصاد العراق بهذه الوحشية وهذا السكوت ؟
موانئ البصرة تضع اكفها على خدها مستغربة الركود والكسل والاهمال ، والسواحل خجلة من خلو السفن والملاحة ، وحكامنا مبتسمين الثغر ببلاهة !
نينوى تضمد جراحاتها وتضع بلسماً مداوي علها تنسى الوجع ، لكن مايحصل في البصرة فتح لها الجراح وهي الان كأم ثكلت بوليدها ، تخشى ان يحصل لذراعها الايمن ماحصل للايسر وهنا الطامة الكبرى ، اصدرت صرختها بعالي الصوت وتقول ( اياكم والتفريط بالفيحاء ) والله لن تقوم لنا قائمة ان ماتت البصرة او اصابها الوباء لا سامح الله ، ايتها الجموع الوطنية الغيورة ضعوا اصابعكم في عيون الجبناء وارعبوهم بهتاف ( البصرة لن تموت ) .
زيد الحسن 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك