المقالات

هل تُمَزق معارضة الشارع عباءة الصوف؟!

2119 2018-08-25

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بعد أن أمضينا خمسة عشرعاما، من التعاطي مع ما أصطلح عليه بـ"العملية السياسية" جزافا، نجد أن هذا المنتج الأمريكي؛ لا يحتمل هذا الأسم البتة، نظرا لأن المفهوم العملياتي لم يتحقق فيه لحد الآن.

 مفردة"العملية" تفترض نظما للأمور، وهو شأن مفتقد فيما نحن فيه من حال، فالسائد هو التشرذم السياسي، وعدم الثبات على المواقف، وإفتقاد المنهجية، وشيوع فقدان الثقة بين مختلف الفرقاء.

توصيف الأشياء بمسمياتها أمر ضروري، ولهذا نقترح أسما بديلا لهذا الهلام السياسي، سنطلق عليه أسم"الوضع السياسي".

في "وضعنا السياسي"؛ نرى أن هناك أفرادا ليسوا مؤهلين؛ بقدر كاف "للعمل" السياسي، أنخرطوا بالحقل السياسي، يتصارعون بأدوات بدائية على الحكم، معظمهم يقول أنه يريد مصلحة الشعب، وهو بالحقيقة لا يريد إلا مصلحته الضيقة، في إطار حزبه أو فئته أو منظمته؛ مصلحةً تضيق كلما كان ريع النشاط السياسي عالي المردود!

نتيجة لتعقيدات"وضعنا السياسي"، ومهما خلُصَت نيات الذين يرغبون بالبديل الصالح؛ أن يأتوا بشيء جديد لحل المشكلات، أو تقديم رؤية صالحة للإصلاح؛ داخل أطار الوضع السياسي الراهن، فهم قوى غير قادرة على الفعل؛ تحت ظل توازنات "الوضع السياسي" المعقدة.

بعيدا عن هذا الهلام الذي ألتصق بنا؛ ألتصاق قطعة قير؛ بعباءة أعرابي مصنوعة من صوف! يتكون شكل من أشكال العمل السياسي، بعيدا عن التواصل والإتصال بالقوى السياسية المنظمة، هذا الشكل هو ما يمكن أن نعبر عنه بمعارضة الشارع!

معارضة الشارع؛ تعني أن ثمة وعي ميداني يتشكل بثبات، ويبنى على أساس رفض؛ "كل" الذين داخل الوضع السياسي الراهن، ويشمل أيضا معظم الذين هم خارجه!

معارضة الشارع؛ عبرت عن ذاتها ووجودها بشكل عفوي، من خلال وقفات إحتجاجية صغيرة هنا وهناك، أو من خلال تظاهرة متواضعة؛ من حيث عدد المشاركين فيها، جميعها تطرح مطالبا معظمها مشروع، يؤكد أن "الدولة" كمنتوج "الوضع السياسي"، لم تفلح في بناء علاقة سليمة مع الشعب، تجنبها تكرار مظاهر الإحتجاجات، التي إذا جمعناها الى بعضها، سنجدها تشمل قطاعات واسعة من المواطنين، وبنسبة يمكنها أن تسلب الشرعية عن "الوضع" الراهن.

ثمة أمر ثان، وهو أن معارضة الشارع؛ وهو تراقب تصارع القوى السياسية، على المواقع الحكومية بعلنية فجة، سيكون لديها ما تعبر فيه عن مقتها؛ لهذا الأسلوب القذر من أساليب الصراع السياسي، وستجد القوى السياسية نفسها، أمام مأزق فقدان"الوضع السياسي" الراهن، ما تبقى له من شرعية وغطاء..!

كلام قبل السلام: معارضة الشارع ونتيجة لعفويتها؛ فإنها وفي طريقها للتخلص من قطعة القير، التي التصقت بعباءة الصوف، لا يستبعد أن تمزق العباءة نفسها..!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك