قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
بعد أن أمضينا خمسة عشرعاما، من التعاطي مع ما أصطلح عليه بـ"العملية السياسية" جزافا، نجد أن هذا المنتج الأمريكي؛ لا يحتمل هذا الأسم البتة، نظرا لأن المفهوم العملياتي لم يتحقق فيه لحد الآن.
مفردة"العملية" تفترض نظما للأمور، وهو شأن مفتقد فيما نحن فيه من حال، فالسائد هو التشرذم السياسي، وعدم الثبات على المواقف، وإفتقاد المنهجية، وشيوع فقدان الثقة بين مختلف الفرقاء.
توصيف الأشياء بمسمياتها أمر ضروري، ولهذا نقترح أسما بديلا لهذا الهلام السياسي، سنطلق عليه أسم"الوضع السياسي".
في "وضعنا السياسي"؛ نرى أن هناك أفرادا ليسوا مؤهلين؛ بقدر كاف "للعمل" السياسي، أنخرطوا بالحقل السياسي، يتصارعون بأدوات بدائية على الحكم، معظمهم يقول أنه يريد مصلحة الشعب، وهو بالحقيقة لا يريد إلا مصلحته الضيقة، في إطار حزبه أو فئته أو منظمته؛ مصلحةً تضيق كلما كان ريع النشاط السياسي عالي المردود!
نتيجة لتعقيدات"وضعنا السياسي"، ومهما خلُصَت نيات الذين يرغبون بالبديل الصالح؛ أن يأتوا بشيء جديد لحل المشكلات، أو تقديم رؤية صالحة للإصلاح؛ داخل أطار الوضع السياسي الراهن، فهم قوى غير قادرة على الفعل؛ تحت ظل توازنات "الوضع السياسي" المعقدة.
بعيدا عن هذا الهلام الذي ألتصق بنا؛ ألتصاق قطعة قير؛ بعباءة أعرابي مصنوعة من صوف! يتكون شكل من أشكال العمل السياسي، بعيدا عن التواصل والإتصال بالقوى السياسية المنظمة، هذا الشكل هو ما يمكن أن نعبر عنه بمعارضة الشارع!
معارضة الشارع؛ تعني أن ثمة وعي ميداني يتشكل بثبات، ويبنى على أساس رفض؛ "كل" الذين داخل الوضع السياسي الراهن، ويشمل أيضا معظم الذين هم خارجه!
معارضة الشارع؛ عبرت عن ذاتها ووجودها بشكل عفوي، من خلال وقفات إحتجاجية صغيرة هنا وهناك، أو من خلال تظاهرة متواضعة؛ من حيث عدد المشاركين فيها، جميعها تطرح مطالبا معظمها مشروع، يؤكد أن "الدولة" كمنتوج "الوضع السياسي"، لم تفلح في بناء علاقة سليمة مع الشعب، تجنبها تكرار مظاهر الإحتجاجات، التي إذا جمعناها الى بعضها، سنجدها تشمل قطاعات واسعة من المواطنين، وبنسبة يمكنها أن تسلب الشرعية عن "الوضع" الراهن.
ثمة أمر ثان، وهو أن معارضة الشارع؛ وهو تراقب تصارع القوى السياسية، على المواقع الحكومية بعلنية فجة، سيكون لديها ما تعبر فيه عن مقتها؛ لهذا الأسلوب القذر من أساليب الصراع السياسي، وستجد القوى السياسية نفسها، أمام مأزق فقدان"الوضع السياسي" الراهن، ما تبقى له من شرعية وغطاء..!
كلام قبل السلام: معارضة الشارع ونتيجة لعفويتها؛ فإنها وفي طريقها للتخلص من قطعة القير، التي التصقت بعباءة الصوف، لا يستبعد أن تمزق العباءة نفسها..!
سلام...
https://telegram.me/buratha