المقالات

أزمتنا السياسية بين قص الأظافر وقطع الأصابع..!

1533 2018-08-23

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

نندفع كعراقيين؛ بتسارع لا يمكن اللحاق به، نحو أحداث مجهولة، لكنها بالتأكيد مخطط لها بعناية شديدة؛ على المدى البعيد، والأمر ليس مفارقة أن يكون الحدث مخططا له بعناية، لكن تطبيقاته تبقى مجهولة، فهامش المجهول على الأرض، هو مجهول بانسبة لمن ستقع عليهم تبعاته، أما ألمخططين فيعرفون بالضبط ما يفعلون...

مرة وفي إحدى دوائر الدولة؛ حاول أحد الموظفين المصابين بعلل نفسية، ليس أقلها الشعور بالدونية، إيهام من حوله، لاسيما المواطنين المراجعين من أصحاب الطلبات، أنه شخص مهم..إذ لما طرق مراجع عليه الباب، سارع ذلك الموظف إلى حمل سماعة الهاتف، متظاهرا بأنه يكلم شخصا مهما..فلما دخل الرجل قال له الموظف: "تفضل اجلس ولكن انتظرني لحظة، فأنا أحاول حل بعض المشاكل.." !

الموظف إياه بدأ يتظاهر، بأنه يتكلم بالهاتف لمدة دقائق..ثم أغلق السماعة وقال للمراجع: تفضل ما هو طلبك؟ فقال الرجل:" أنا لست مراجع، بل أنا عامل إتصالات، جئت لإصلاح الهاتف يا أستاذ"! ولكم أن تتصوروا تغير ألوان وجه ذلك الموظف الدعي، وكم العرق الذي نضحته جبهته!

أقول أن مثل هذه الحكاية حصلت وتحصل يوميا، لأن كل الأطراف العراقية، المشارك بالعملية السياسية والتي لم تشارك منها، توصلت الى أن ثمة ضرورة حتمية، لتحريك الوضع المتأزم، لكن "إدعاء" الرغبة بالحوار شيء، وممارسته والإيمان به شيء آخر.

 بعض القوى السياسية، ترغب أن تكون الحركة في إطار جهد وطني، يسعى إلى كسر الحواجز بين الأطراف المختلفة،  ما يؤدي في نهاية الأمر الى خلق مناخ، يجنبنا مخاطر تهديد السلم المدني والانزلاق إلى العنف، هؤلاء هم حملة النوايا السليمة، الذين  يرون أن لاسبيل الى ذلك، إلا بالتمسك بالحوار، باعتباره السبيل الأكثر عقلاني،ة لإدارة الخلافات بشكل ديمقراطي..

أصحاب النوايا المبيتة، يتحدثون أيضا عن الحوار، لكن الحوار لديهم يجب أن ينتهي الى ما يريدون، لا ألى منطقة مشتركة من التفاعل مع الآخرين، بمعنى أنهم يفتقدون الى المرونة، بل أن الحوار لديهم لا يتعدى ان يكون إدعاءا محضا، ولذلك فإن الأمور تبقى مراوحة في مكانها، ثم لا تلبث أن تتضخم متورمة، كما تتورم أقدام من يقفون طويلا!

هؤلاء الأدعياء، لا يعون حقيقة أن المرآة الجانبية لكثير من السيارات، مكتوب عليها:الأجسام التي تراها هي أصغر مما تبدو عليه في الواقع

لا ريب أننا إزاء لحظة مفصلية في صناعة المستقبل، ويتعين أن نمسك بتلابيب هذه اللحظة بأظافرنا وباسناننا، وأن لا نفرط بها، لصالح أرضاء نوازع ونزق، هذا الطرف السياسي أو ذاك..

كلام قبل السلام: من أساسيات الحوار؛ هو أنه عندما تنمو أظفارنا..نقوم بقص الأظافر، ولانقطع أصابعنا! وكذلك عندما تزيد مشاكلنا، يجب أن نقطع المشاكل، لا أن نقطع علاقاتنا..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك