المقالات

نزيف الدم اليمني... وصمة العار الابدية

2244 2018-08-21

عادل الجبوري

Adilsalman69@gmail.com

   مرت حوالي ثلاثة اعوام ونصف العام على بدء الحرب العدوانية ضد اليمن(26 اذار-مارس 2015)، شهدت خلالها صورا مأساوية مؤلمة، قل نظيرها في تأريخ الحروب والصراعات.

   قوى دولية واقليمية عديدة، تمتلك من الامكانيات العسكرية والموارد المالية، والقدرات البشرية، الشيء الكثير، تكالبت على شعب صغير اعزل، انهكته التدخلات والمؤامرات الخارجية، والصراعات الداخلية، على امتداد عقود من الزمن.

  لم يكن لهذا الشعب من مطلب، سوى نيل حريته، وحصوله على حق تقريره مصيره في اختيار النظام السياسي المناسب له، من حيث الاليات والشخوص، ورسم مستقبله، على ضوء الشعارات البراقة والجميلة التي تشدقت وما زالت تتشدق بها، القوى التي يبدو انها قررت تدمير هذا البلد وتحويله الى ركام وانقاض، وابادة ابناء شعبه بالكامل.

  ولعل المفارقة الابرز، هو ان الحرب العدوانية التي انطلقت بقيادة المملكة العربية السعودية، في اطار ما سمي بالتحالف العربي، اتخذت عنوان(عاصفة الحزم)، لمدة شهر، ليعاد تسميتها بـ(عملية اعادة الامل)، وهنا تحديدا تكمن المفارقة، فأي امل هذا الذي ارادت مملكة الرياض تسويقه وايهام العالم به، وهي التي سعت جاهدة مع حلفائها واصدقائها الى اهلاك الحرث والنسل.

   اي امل هذا الذي ارادت الرياض ان تعيده، حينما راحت طائراتها واسلحتها المختلفة-ومعها الامارات، ومدعومة من واشنطن وتل ابيب-تحصد ارواح الناس الابرياء من ابناء الشعب اليمني المظلوم، دون ان تستثني طفلا او امرأة او شيخ عجوز؟.

   اي امل هذا الذي ارادت الرياض ان تعيده، حينما عاثت في الارض فسادا ودمارا وخرابا، واندفعت بدون اي وازع اخلاقي او ديني او انساني، تلقي حمم نيران اسلحتها المختلفة على البيوت والمستشفيات والمدارس والجامعات والطرق والجسور؟.                 

  اي امل هذا الذي ارادت الرياض ان تعيده، وهي التي عملت بكل جهدها، على جعل اليمني يقتل اخيه اليمني، حينما راحت تبث الفرقة وتثير الفتن من منطلقات طائفية ومذهبية تكفيرية مقيتة؟.

   شخصيا، لاتوجد لدي احصائيات دقيقة عن اعداد القتلى والجرحى في صفوف اليمنيين الابرياء، ولا تقديرات لحجم الدمار الذي لحق بالبنى التحيتية اليمنية، والممتلكات العامة والخاصة، لكن مما لاشك فيه ان الارقام مروعة ومخيفة ومفزعة، فمالذي يمكن ان يتصوره المرء من عدوان متواصل لما يقارب ثلاثة اعوام ونصف، لم يترك اصحابه سلاحا الا استخدموه.

   والمفارقة الاخرى، هي انه رغم كل الامكانيات والحشود والقدرات التي تم تسخيرها في الحرب العدوانية على اليمن، الا ان الهزائم والانكسارات التي منيت بها السعودية والامارات ومن يقف ورائهما، كانت هائلة جدا وغير متوقعة، وبدلا من ان تقضي على من استهدفته في صنعاء وبقية المدن اليمنية الاخرى، بات حكام الرياض وابو ظبي يواجهون اصعب الظروف، وهم يقفون عاجزين يائسين امام صواريخ المقاومة اليمنية التي طالت ووصلت الى قصورهم المحصنة ومدنهم العامرة!.

   فالحرب العدوانية التي قدّر حكام الرياض وابو ظبي، وزعماء البيت الابيض، وساسة تل ابيب، بأنها ستكون سريعة وخاطفة، تحولت الى كابوس مرعب لايعرفون سبيلا للخلاص منه، ولعل حساباتهم كانت شبيه بحسابات نظام صدام حينما شن حربه العدوانية على الجمهورية الاسلامية الايرانية في عام 1980، معتقدا هو ومن دفعه الى ذلك، ان الاطاحة بنظام الحكم الجديد في طهران لن يحتاج سوى الى شهور او حتى اسابيع قلائل من الحرب الخاطفة.

   ان من اعاد الامل الى اليمن وشعبها المظلوم المضطهد، هو الانتصارات الباهرة والمشرفة المتحققة عل ايدي رجال المقاومة الوطنية اليمنية، التي اثبتت للعالم كله ان معايير النصر والهزيمة، لاتحددها ترسانات الاسلحة المتطورة، ولاعديد الجيوش الجرارة، ولا ماكينات الاعلام المأجور، وانما الايمان والعقيدة الراسخة بصحة المبدأ وصدق الهدف، والقانون الالهي المتمثل بقوله تعالى (..كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بأذن الله، والله مع الصابرين).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك