قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
ثمة وجهان للحقيقة، كوجهي تمثال صبغ وجهه الأمامي باللون الأبيض، ووجهه الخلفي باللون الأسود!..
من يقف أزاء التمثال من جهة الأمامي، دون أن يذهب الى الوجه الخلفي، يعتقد أن التمثال أبيض..ومن يقف إزاء وجهه الخلفي، دون أن يكلف نفسه الذهاب الى الجهة الخلفية، مع أنها قريبة جدا، سيعتقد أن التمثال أسود!
لذلك فإن حقيقة الناس في بلدي، تكشف أن بعض من أنيطت بهم مسؤولية قيادته، لا يعرفون أننا كشعب بتنا صنفين، ولذلك يتحدث "القادة" دائما، عن نظرية أسنان المشط، حيث يعتقدون أننا قطيع وليس شعب!
القادة إياهم لا يعلمون أننا: صنف يأكل حتى يعمل؛ فيقنع بالقليل، وآخر يأكل حتى يأكل، لأنه لا يعرف القناعة، الأول صارت القناعة عنده هدفا، فحملها معه الى يومه التالي، الثاني أكل القناعة، ليأكل معها كل ما أنتجه الأول، منتظرا ما سينتجه الأول، في اليوم الثاني ليأكله أيضا..!
الأول أنتج صبرا وخبزا وقضية، ليأتي الثاني؛ فيأكل الخبز ويسرق القضية، مبقيا للصنف الأول الصبر، يقتات عليه ما بقي من عمره!
ربما وليس في ربما شك..!..أن ساستنا من الصنف الثاني، هذا الصنف الذي يجيد الأكل والكلام، يأكل من كتف الأول، ويتاجر به كلاما؛ وفيما الأول أستمر على الصبر، فأستمرأه وصار عنوانه، الصنف الثاني صارت السياسة عنوانا له، فيما الصنف الأول صار عنوانا لها!
الصنف الثاني تاجر إذن، فيما الصنف الأول الصابر المحتسب صار بضاعة، يتاجر بها الثاني، يبيعها في أول إتفاق سياسي، بين الأطراف السياسية، أو الى طرف خارجي..
السياسة وفقا لهذا التصنيف باتت سوق نخاسة، باعة ومشترين!
ولأن البضاعة فاخرة، فالمشترون في تنافس شديد، وكلما يزداد تنافس المتنافسين، على الشعب الذي صار بضاعة، رفع البائع الذي هو منا، سعرنا في سوق السياسة!
المشكل الجديد الذي نشأ، هو انه ما دام سعرنا قد اصبح مرتفعا، وذا مردود كبير للنخاسين، إزداد الباعة والطامعين من بين صفوفنا، ففتحوا مزيدا من دكاكين السياسة، وأسموها مرة جبهات أو كتل، وأخرى أحزاب أو جمعيات، و ثالثة روابط أو تجمعات، وخامسة قوى وتكتلات، وسادسة حركات أو إئتلافات، وسابعة قوائم وتجمعات..وما شئت من المسميات !
كلام قبل السلام: هل يعقل أن الإنسان طرد من الجنة بسبب تفاحة!
سلام.....
https://telegram.me/buratha