المقالات

"الطبقة" السياسية المتصدية وصناعة غد مظلم..!

1877 2018-08-19

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

يفترض وبعد مضي 15 عاما على زوال النظام الصدامي، أن الدولة والحكومة والقوى السياسية، قد وضعت أسس العهد الجديد، وأننا قد بتنا في دولة مؤسسات رصينة.

السنوات الماضيات ليست مقطعا صغيرا من الزمن، فالرضيع في بدايتهن أصبح شابا اليوم، ويفترض بعد هذا الوقت الطويل، أن نكون منهمكين في معركة البناء والتقدم؛ الذي فاتنا منها كثير، وأن نكون جميعا بكل قوانا الحزبية والمجتمعية، عقولا وسواعد في خضم هذه المعركة.

لكن الإشارات والرسائل، التي خرجت من الحراك السياسي، الناجم عن الصراع الأنتخابي، تشي بأننا على الأرجح؛ سنتوغل في نوع مخيف، من الفصل بين الساسة والشعب.

الذي يحصل على أرض الواقع، هو تكريس الاحترافية السياسية المنشغلة بشؤون الدولة، كمفتاح لمنافع وامتيازات الطبقة السياسية المتصدية، والمجردة من روحها الشعبية الجهادية التلقائية.

سميناهم "طبقة" ولم نصفهم بوصف آخر، لأنهم فعلا باتوا "طبقة" بكل أبعادها، حتى وفقا للتوصيف الماركسي للطبقات، نشير هنا الى أن الحزب الماركسي اللينني في العراق، قد تحولت قياداته الى طبقة ثرية، ومن يريد التأكد؛ فليسأل عن من يمتلك فندق ميريديان، ويمتلك أيضا سلسلة فنادق فاخرة في بيروت!

لقد بات الشرخ كبيرا؛ بل أكبر من أن يرقعه مشهد سياسي مبتذل، هو المشهد الذي أنتجته الأنتخابات الماضية، بكل تداعياتها، ولن يفيد الحراك اللا مجدي الذي يجري حاليا، لأنه لن يكون بالإمكان إصلاح الحال؛ بإستخدام ما بأيدينا من أدوات سيئة.

نعني بالأدوات السيئة؛ الحزب الحاكم ومن تشاطأ معه من "الطبقة" السياسية، في الدولة بشقيها الظاهر والعميق، ولا بد من الإعتراف بأن تلك الأدوات، متخلفة جدا عن مواكبة إحتياجات الشعب، فضلا عن فسادها وعدم قدرتها، على مواجهة تحديات صناعة الغد.

ما تم تنفيذه عبر العملية السياسية المرهقة، للسنوات الخمسة عشر المنصرمة، قد أفضى الى ما وصلنا اليه من حال مرتبك جدا، فقد بتنا بين متآمر ومتظاهر، الأول هو الأدوات السيئة، التي تريد البقاء معتلية ظهور العراقيين الى أبد الآبدين، والثاني تيار لا يعرف من العمل السياسي غير صناعة الفوضى، التي بدونها لا يستطيع البقاء بالساحة السياسية.

في هذا الصدد فإن الشعب، لا يريد إسقاط النظام الذي إنتخبه، لكن الشعب لم ينتخب دولة إستحواذية؛ لا تهتم عناصرها به، بل تهتم برجالها فقط، كما لا يمكننا قط مواجهة المستقبل، بوضع سياسي مرتبك، كالوضع الذي تريد الجهة الموجهة للتظاهرات، أن تقودنا اليه.

للمتآمرين نقول أننا لسنا بحاجة لرجال همهم أنفسهم فقط، لا يتركون ليومنا ولا لمستقبلنا، إلا الفتات الذي يقضمه فسادهم.

وللفوضويين نقول: أن الشعب يريد وبشكل جدي؛ إصلاحا واعيا معقولا مسؤولا، ولا يريد شيء غير هذا، وليس أكثر منه؛ على الأقل في هذه المرحلة.

كلام قبل السلام: الشعب يريد السلة أولا، أما العنب فقد أجل قطافه حاليا..!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك