قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
يفترض وبعد مضي 15 عاما على زوال النظام الصدامي، أن الدولة والحكومة والقوى السياسية، قد وضعت أسس العهد الجديد، وأننا قد بتنا في دولة مؤسسات رصينة.
السنوات الماضيات ليست مقطعا صغيرا من الزمن، فالرضيع في بدايتهن أصبح شابا اليوم، ويفترض بعد هذا الوقت الطويل، أن نكون منهمكين في معركة البناء والتقدم؛ الذي فاتنا منها كثير، وأن نكون جميعا بكل قوانا الحزبية والمجتمعية، عقولا وسواعد في خضم هذه المعركة.
لكن الإشارات والرسائل، التي خرجت من الحراك السياسي، الناجم عن الصراع الأنتخابي، تشي بأننا على الأرجح؛ سنتوغل في نوع مخيف، من الفصل بين الساسة والشعب.
الذي يحصل على أرض الواقع، هو تكريس الاحترافية السياسية المنشغلة بشؤون الدولة، كمفتاح لمنافع وامتيازات الطبقة السياسية المتصدية، والمجردة من روحها الشعبية الجهادية التلقائية.
سميناهم "طبقة" ولم نصفهم بوصف آخر، لأنهم فعلا باتوا "طبقة" بكل أبعادها، حتى وفقا للتوصيف الماركسي للطبقات، نشير هنا الى أن الحزب الماركسي اللينني في العراق، قد تحولت قياداته الى طبقة ثرية، ومن يريد التأكد؛ فليسأل عن من يمتلك فندق ميريديان، ويمتلك أيضا سلسلة فنادق فاخرة في بيروت!
لقد بات الشرخ كبيرا؛ بل أكبر من أن يرقعه مشهد سياسي مبتذل، هو المشهد الذي أنتجته الأنتخابات الماضية، بكل تداعياتها، ولن يفيد الحراك اللا مجدي الذي يجري حاليا، لأنه لن يكون بالإمكان إصلاح الحال؛ بإستخدام ما بأيدينا من أدوات سيئة.
نعني بالأدوات السيئة؛ الحزب الحاكم ومن تشاطأ معه من "الطبقة" السياسية، في الدولة بشقيها الظاهر والعميق، ولا بد من الإعتراف بأن تلك الأدوات، متخلفة جدا عن مواكبة إحتياجات الشعب، فضلا عن فسادها وعدم قدرتها، على مواجهة تحديات صناعة الغد.
ما تم تنفيذه عبر العملية السياسية المرهقة، للسنوات الخمسة عشر المنصرمة، قد أفضى الى ما وصلنا اليه من حال مرتبك جدا، فقد بتنا بين متآمر ومتظاهر، الأول هو الأدوات السيئة، التي تريد البقاء معتلية ظهور العراقيين الى أبد الآبدين، والثاني تيار لا يعرف من العمل السياسي غير صناعة الفوضى، التي بدونها لا يستطيع البقاء بالساحة السياسية.
في هذا الصدد فإن الشعب، لا يريد إسقاط النظام الذي إنتخبه، لكن الشعب لم ينتخب دولة إستحواذية؛ لا تهتم عناصرها به، بل تهتم برجالها فقط، كما لا يمكننا قط مواجهة المستقبل، بوضع سياسي مرتبك، كالوضع الذي تريد الجهة الموجهة للتظاهرات، أن تقودنا اليه.
للمتآمرين نقول أننا لسنا بحاجة لرجال همهم أنفسهم فقط، لا يتركون ليومنا ولا لمستقبلنا، إلا الفتات الذي يقضمه فسادهم.
وللفوضويين نقول: أن الشعب يريد وبشكل جدي؛ إصلاحا واعيا معقولا مسؤولا، ولا يريد شيء غير هذا، وليس أكثر منه؛ على الأقل في هذه المرحلة.
كلام قبل السلام: الشعب يريد السلة أولا، أما العنب فقد أجل قطافه حاليا..!
سلام..
https://telegram.me/buratha