المقالات

العلمانية وربها الكسول..!


جاسم الصافي

للعلمانية تيارات غير التيارات الإلحادي المتعارف لدينا، وهي تيارات مؤمنة بالله استطاعت من خلال فلاسفة مثل ـ هوبز ولوك وليبينز وروسو وليسنج، التوفيق ما بينها وبين الأيمان بالله،

إذ أنها ترى أن الله مكتفي بذاته، وعلى الإنسان أن يتدبر إدارة شؤون الأرض بعد أن استخلفه الله عليها ثم انحصرت عنايته بذاته فقط ... وهو ما أقره المنطوق الارسطي الذي اعتبر أن الله خالق لهذا الوجود .. وهو أودع فيه من الأسباب التي تديره بذاتها، دونما حاجة الى تدخل أو رعاية من الخالق (فالحركة توجد في الشيء بذاته ولذاته) و(عناية الله موقوفة على ذاته ولا تدخل له في الإحداث الجزئية في العالم والطبيعة) وهذه الأسباب هي مصدر للمعرفة التي تقبل البرهان والتعليل عن طريق التجربة التي تحتكم الى العقل، وهكذا استطاعت العلمانية أن تفصل الدين عن الأمور الحياتية دون نكران لوجود الله أو خسران لطاقة الأيمان

واذكر هنا الكاتب الأسباني ميجل دى اونامونو  اذ يقول " كنت أتحدث ذات يوم الى احد الفلاحين واقترحت علية وجود اله يحكم في الأرض وفي السماء، كما افترضت علية أيضا عدم وجود عالم أخر، وانه لن يكون بعث ولا نشور بالمعنى التقليدي المعروف، فأجابني الفلاح قائلا : وما فأدت وجود الله إذا ؟ .. !"

بالفعل ما فائدة اله لا علاقة له بما خلق؟ أن بناء العقيد ضمن فضاءات العقل والتجربة وحدهما هو فكر معاق يتصدع مع زلزلت الأفكار الغيبية وتساؤلات مستمرة وهي تحتجز ألذات الإنسانية في ركنا مظلم قلق يمتد من أول العمر الى نهاية اليأس أو الأيمان،وكما نعلم أن الدين هو علاقة الإنسان بالله وهي علاقة مطلقة مع الغيب لهذا فهي بحاجة الى الوحي الذي كان وما زال عن طريق الكتب السماوية موضوع جدل وحيرة العقل الذي رفض أن يكون تابعا للنص ومقيدا به بعد أن حرك الزمن مفهومة ذلك النص وحوله الى نصوص متعددة بأنفلاقات تتابعيه مع الزمن، وهذا ما ترك المجال مفتوح لاجتهاد الإنسان بإيجاد طريقة مناسبة للتشريع لما يبني المصالح المتبادلة والمشتركة في علاقة الإنسان بأخيه وهي علاقة نسبية يحددها ويعمل على خلقها العقل وهنا يتوقف التطابق وخصوصا في مجالات العلوم الإنسانية الحديثة التي تأسست بعد توسع المعارف وتفرعها وقد كانت في ما مضى تغازل الدين لترسخ وجودها والدين بدوره يتزاوج معها في فلسفة (كلاميا)، حيث كانت آليات أنتاج الفكر تتطابق مع العمل السياسي الى حد البراجماتية الفكرية ام اليوم بعد أن انقرضت فكرة رجل الموسوعة وانعزلت بنفس الوقت منابع العلوم الإنسانية عن زيت العلوم الميتافيزيقية وأوجدت برزخ وسطي يحاول ألا يقطع ما بين التقليد والتجديد وهذا ما تتعثر به مذهبية العولمة اليوم ، وهذا ما يدعو البعض لأن يعتبر العولمة هي فكر موجود داخل الإسلام الذي ينفرد بخطاب تفاعلي مع هذه النظم الإنسانية الحديثة بعد أن نزل نص متسلسل مع تفاعلات الأحداث (بغض النظر عن إشكالية قدم أو خلق القران) حتى استمر لما بعد اكتمل الرسالة المحمدية 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك