محمد كاظم خضير
الفساد في معاجم اللغة هو من " فسد " ضد صَلُحَ و" الفساد " لغة البطلان، فيقال فسد الشيء أي بطُلَ واضمحل، ويأتي التعبير على معانٍ عدة بحسب موقعه. التعريف العام لمفهوم الفساد عربياً بأنه اللهو واللعب وأخذ المال ظلماً من دون وجه حق، مما يجعل تلك التعابير المتعددة عن مفهوم الفساد، توجه المصطلح نحو إفراز معنى يناقض المدلول السلبي للفساد، فهو ضد الجد القائم على فعل الائتمان على ما هو تحت اليد " القدرة والتصرف " .. انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة مرضية اجتماعية تهدد كيان المجتمع وتعرقل مسيرته التنموية والتقدمية وتعطل آليته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية , وتساعد على تكريس ظاهرة الفقر والقهر والتخلف , وتفتت المجتمع وتقطع أوصاله وتُعدم الإحساس الوطني والانتماء للوطن وعلى الرغم من نبذ ظاهرة الفساد الأخلاقي
أصبحت ظاهرة فساد الشباب منتشرة في مجتمعنا وللأسف، فترى الشاب ينسلخ من كافة القيم والمبادئ الأخلاقية والتعاليم الإسلامية، ليسقط في غياهب كل ما هو منافي للسمة العامة للإسلام أمر نراه يوميا في شوارعنا وداخل أزقتنا وخارجها، إذ أن الفساد لم يأتي في ليلة وضحاها ولم يكن وليد العدم، بل جاء نتيجة ظروف معينة، وكانت له مصادر مغذية زادت من تفاقمه حتى خرج عن السيطرة.تعتبر ظاهرة فساد الشباب التي تورث فساد الأخلاق ظاهرة خطيرة جدا وخطورتها تغزوا كافة الأنحاء وتلقي بظلالها على كل الأفراد وعلى المجتمع وعلى الدولة بشكل عام، وفساد الشباب الأخلاقي يعرف بأنه فقدان الشباب لكافة القيم والمبادئ الأخلاقية والإسلامية وقيامهم بكل ما هو منافي للآداب العامة والآداب الإسلامية، والفساد الأخلاقي والخلقي للشباب ليس عاما وشاملا بل هناك فئة شابة واعية ومدركة لخطورة الأمر ولا ينطبق عليها صفة الفساد الأخلاقي على عكس شريحة كبيرة أخرى من الشباب .ولعل أبرز ما جعل هذه الظاهرة تستفحل داخل مجتمعنا هو ابتعاد الأهل عن التربية الدينية للأطفال وهذا سبب لهم بعدا عن مبادئ الإسلام وعن تعاليمه وقيوده، فمن أسباب الفساد والانحلال الأخلاقي للشباب سوء التربية الأسرية للأبناء وفشلها الذريع في تطوير نفسها لتتلاءم مع مراحل عمر الأبناء .
غياب التوعية والإرشاد المدروس من قبل الأهل .
فقدان لغة الحوار الأسري مع الأبناء؛ بل نجد أحيانا من يغلب لغة الصراخ والضرب بدلا من أن يكون صديقا لهم .التفكك الأسري وعدم وجود رابط وحضن الأسرة الدافئ الذي يلم شمل كافة الأفراد والتفكك الأسري عامل قوي جدا لفساد الأبناء فهو يلقي بهم في فم الذئب دون أن يكترث . التطور الهائل في التكنولوجيا والاتصالات؛ حيث أصبح بمقدور الشاب أن يدخل متاهات كثيرة متوفرة له مثل الانترنت بمغرياتها التي لا تنتهي، والمحطات الفضائية التي لا تحترم لا دينا ولا عرفا، والانتشار الهائل للمواقع الإباحية والمحطات الفضائية الإباحية ساهم بقوة في فساد الشباب؛ وللأسف لا رقيب ولا محاسب .
– ضعف المناهج التربوية من ناحية التربية الأخلاقية للشبان منذ نعومة أظافرهم وعدم تحلي الكوادر التعليمية بأي مسؤولية اتجاه هذا الأمر .
صحيح أن المشكلة كبيرة ولكن يمكن لنا أن نعدل قواعد اللعبة وأن نحرف المسار وأن نعيد شباننا وشاباتنا إلى طريق الصواب، فقط علينا أن نمتلك عدة أمور وهي
– الرغبة الصادقة بالتعديل والإرادة الكبيرة القادرة على التحمل والفكر والوعي السليمين والمدركين لأبعاد المشكلة وعند توفر الإدراك لخطورة الأمر يمكن أن نحقق الكثير فيه، وببساطة يكفي أن ننظر بتمعن في أسباب انحلال الأخلاق وفساد الشباب حتى ندرك الحلول لهذه الظاهرة .
كل سبب للفساد نعكسه فيتحول إلى حل وعلاج ورادع لفساد الشباب .
واعلموا أن الجيل الفاسد لن يورث إلا جيلا فاسدا آخر، وكلما بدأنا العمل مبكرا كلما كانت نتائجنا المرجوة أفضل .
ومن نتائج الإنحلال عدم احترام الشباب الشيوخ، وجرأتهم فى ارتكاب ما نهى عنه الدين، وتسكعهم وتجولهم فى أماكن عامة بلا هدف نافع، وتعاطيهم المخدرات والمسكرات، والانتحار وقتل النفس وانتهاك الحرمة والسرقة وانتشار الزنا والبغايا وتفشي الجرائم والجنايات .
وإن طرق علاج الإنحلال كثيرة أيضا، ومنها عن طريق ترسيخ العلوم الدينية ومبادئه فى نفوسهم، ثم تطبيقها والعمل بها فى حياتهم اليومية، وكذلك بطريقة غرس تعاليم الإسلام تعليما كاملا شاملا، حيث أن الإسلام هوالدين الفعال والحل الوحيد والقادر عل حل كافة المشاكل والقضايا التي تصادف وتواجهها بني البشر فى هذه الحياة وخلاصة القول، يمكن القضاء على مشكلة الإنحلال الخلقي لدي الشباب عن طريق تعاون الأباء مع المدرسة ثم مع المسئولين فى البلاد، ثم إجبارهم على مداومة الصلوات المفروضة، قال تعالى : ” إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر,صدق الله العظيم” . إنما الأمم الأخلاق ما بقيت ** فإن هموا ذهبت أخلاقهم ذهبوا
https://telegram.me/buratha