المقالات

تراجيديا النخب المثقفة العراقية..!

2166 2018-08-14

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

كل شيء هنا مرتبك، لا نعرف رأسنا من أرجلنا..لا نعرف أين نقف، لا نعرف حدود المكان، ولا مدى الزمان، نهرول من الصباح الى المساء، ثم نكتشف أننا كنا أما نهرول الى الخلف، أو كنا نهرول في نفس النقطة لا نبرحها، وكأن لا حدود بين الماضي والحاضر..

  التذمر والشكوك، التساؤل والغضب، الحيرة والإنكسار هي عناصر التفكير بالدولة، تمارس هذا التفكير على حد سواء، نخبة الأحزاب السياسية، والنخب المثقفة، والجماهير والحكام..

النخبة السياسية ومنذ وقت طويل؛ واضحة وضوح الشمس في سياستها، فهي لا تمثل إلا نفسها على الأعم الأغلب، كما أنها تفتعل الأزمات بخبرة ومهارة، ونكتشف أنها لا ترى ما نراه، ولا تحس بما نحسه، ولا تفهم ما نفهمه، وأنها لا تريد رأياً آخر بأي حال من الأحوال،إنها بالحقيقة لا تسمع إلا صوتها، أما أصواتنا فقد  جعلتها تتردد في سوق الصفافير!..!

حاولنا كثيرا أن نخدع أنفسنا أو نطمئنها، بأننا لابد أن نتواصل مع نخبنا السياسية، وأوكلنا هذه المهمة لنخبنا المثقفة، لكن أكتشفنا لاحقا أن نخبنا المثقفة، منفصلة عنا تماما، وأنها هي الأخرى ليست في واردنا، بل بوارد همومها الذاتية، وتفسيراتها الموبوءة للحرية، على أنها ليست أكثر من قنينة خمر!

النخبة المثقفة حديثها ذو شجون، فقد أخذت وقتاً طويلاً، لتدرك ضيق النخبة السياسية بالرأي الآخر، ولم تدرك إلا مؤخرا، وبعد فوات الأوان ،أو بعد أن وقع الفأس في الرأس، أن النخبة السياسية تريد النخبة المثقفة أتباعاً، ومطبلين ومزمرين للفشل والفساد، فقبل من قبل من المثقفين، وسكت من سكت منهم، أما الرافضين فهم قلة بلا صوت، لأن مفتاح الحنفية بيد النخب السياسية!

الحقيقة بلا مكياج، هي أن النخبة المثقفة تعيش حالة غريبة من الوهم، وتلك خطيئتها التي لا تغتفر أبدا، فهي لم ترتبط بالشعب، للدرجة التي تؤهلها لتحمل تبعات قيادته نحو أهدافها، كما أنها لا تعرف ما يكفي، عن حقيقة التكوين الفكري، والأحوال الاجتماعية للشعب، الذي تتخيل أنها تقوده!

تكمن  مأساة النخبة المثقفة في العراق، في أنها تلعب دور النخبة والجماهير معا!

المثقف يتحدث مع زميله المثقف؛ يجلسان على تخت واحد أو قبالة بعض، ويلعبان لعبة النخبة والجماهير، يتبادلان المواقع، في نقاشهما الطويل المزدحم بالمصطلحات، التي بعضها لا ينطبق على ما يريدان قوله..! ويهاجمان الدولة واللصوص وأقطاب الفساد، ويرددان الشائعات ثم ينصرفان، معتقدين أنهما قاما بعمل ثوري لا مثيل له، في حين أنهما مارسا ثرثرة فارغة ليس إلا!

كلام قبل السلام: معظم أمم الأرض تخطط لمستقبلها، إلا مستقبلنا فإنه يبدو لغزا..

سلام....

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
مواطنة
2018-08-14
مؤلمة هي الحروف التي دونت
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك