رسل السراي
يُحكى أنه كانت هناك عائلة فقيرة، أب وأم وولد وبنت، الولد أسمه "غيث" والبنت أسمها "ورود"، "طفلان صغيران" بمقتبل عمرهما، سنذكر قصتهما وكيف للطفولة البريئة أن تحاول إيجاد حلٍ، في المحن.
تعرضت والدة غيث وورود لمرضٍ شديد؛ وكان علاجها يتطلب مالاً كثيرا،ً ولم تتوفر لهذه العائلة الفقيرة الإمكانات المادية، التي تكفي لعلاج ربة البيت في المشافي الخاصة، فضلا عن أن المشافي الحكومية، سيئة جدا ويسودها الأهمال، حيث لا يلتفت أحد الى المريض، وحيث لا يتوفر الدواء، برغم أن الدولة تنفق أموالا كثيرة.
يوماً ما عاد الولد الصغير"غيث" مُسرعاً إلى بيته، حيث يقع هذا البيت في اقصى القرية، وكانت شقيقته الصغيرة "ورود" تلاحقه أينما ذهب؛ فجلس خلف جدران غرفة بيتهم الوحيدة وحيدا ، وكانت حقيبته المدرسية الممزقة بيده، وأخرج منها قلماً وورقة؛ ودخلت عليه شقيقته " ورود " وقالت له ماذا تفعل؟! فأجابها أدخلي بسرعة؛ وأغلقي الباب خلفك، جلسا على ارض الغرفة وسألت ورود: ماذا تكتب؟ قال لها غيث: أكتب رسالة!
فقالت: لمن هذه الرسالة ؟ قال لها غيث: هل ستخبرين أحد أن أخبرتكِ لمن سأكتب الرسالة؟ فأجابته: كلا لن أخبر أحد، فقال لها أكتب رسالة إلى الله!.
فأصابت الدهشة ورود؛ وقالت له : كيف ذلك؟ قال غيث: أكتب رسالة ثم أضعها في صندوق البريد ، ثم يأتي ساعي البريد فيوصلها إلى الله! فقالت له: وماذا ستكتب في الرسالة؟ بدأ غيث يكتب رسالته الموجهة.
سلامٌ يا الله, أنا أسمي "غيث" وشقيقتي أسمها "ورود"، أمنا مريضة جداً وحالتها سيئة للغاية، ولابد لأمي أن تذهب للمشفى الخاص؛ ليعالجها الأطباء لتشفى, والمشفى يطلب منا مالاً كثيراً لعلاجها, والمشافي الحكومية يموت فيها المرضى، حيث لا دواء ولا أسرة، ولا أحد يسأل عنهم ، لذا قصد أبي المدينة، ليبحث عن من يقرضه مال، لعلاج والدتي، وأن لم يستطع أبي أن يأتي بالمال الكثير فلن تتعافى أمنا.
وأكمل غيث رسالته: قالت نسوة الحي وقالت جدتي أيضاً، أن الله يستطيع فعل كل شيء؛ وأن الله يشفي المرضى دائماً، لذا أنا وأختي " ورود " كتبنا لك هذه الرسالة؛ ونطلب منك أن تقرأها وأن تأتي إلى بيتنا لتأخذ أمنا إلى مشفى خاص، وخاطب غيث الله عبر رسالته قائلاً: أنت يا الله حنون جداً، وتحب الأطفال كثيراً ونحن نُحبك أيضاً، وأذا جئت ألينا لتأخذ أمنا إلى المشفى فسنحبك أكثر!
وأن لم تأتي، فسنكون أنا وشقيقتي "ورود " حزينين جداً؛ وسنبكي ولن نكلم أحد أبداً، وختم غيث رسالته وقال: أنا وأختي سنأتي كل يوم؛ عند مدخل قريتنا وسنبقى ننتظر حتى تبعث ألينا أحداً معه سيارة ليأخذ أمنا إلى المشفى.
هذه هي رسالتي أنا وأختي " ورود " أليك يا الله.
https://telegram.me/buratha