حيدر السراي
في الاشهر والاسابيع القليلة الماضية تغيرت بوصلة الاحداث باتجاه اهم مناطق الوجود الشيعي في العالم، ففي العراق تعقدت قضية صراع المناصب وقضية الخدمات وازدادت وتيرة الاحتجاجات، وتمددت السنة الفتن لتمس جوهر العقيدة واختلف الاحزاب فيما بينهم وهذا بلا شك يولد ضعفا ويتسبب بخطر على مستقبل الشيعة في العراق، والضغوط تتزايد على المؤمنين للقبول بخيارات مرة، كل من له ادنى متابعة لفوضى ما بعد الانتخابات يعرف جيدا ان المحنة كبيرة وان الاسى يقطع قلب سيدنا صاحب الزمان وان مرجعنا الاعلى ممتحن ومبتلى بهذه الحكومة العاقة، ويتطلب ذلك اعلى درجات الحيطة والتيقظ والفطنة والحذر من الانزلاق الى ما لا يحمد عقباه.
لست شديد التفاؤل ولا احبذ التشائم، لكن المهمة ليست سهلة، واصعب ما نواجهه ان المرجعية العليا باتت على طرفي نقيض مع السلطة الصماء التي لا نعرف متى ستستمع الى مرجعها، حتى اشتكى المرجع وبح صوته وانا لله وانا اليه راجعون.
في ايران العزيزة يعاني الشعب المسلم حصار قاس، يراه المنتظرون احد بشائر الفرج القريب ان شاء الله تعالى، ذلك ان القران الكريم يعرض علينا باجلى صورة قانون الاستبدال الالهي، ان الله سبحانه وتعالى قد وعد نبيه بأنه سيستبدل الامة ناكثة العهد والمتخلية عن ولاية امير المؤمنين بقوم اخرين يحبهم ويحبونه، اذلة على المؤمنين اعزة على الكافرين، ولن يضروا الله شيئا.
انه قد وعدنا بأن هؤلاء سيدخلو المسجد مرتين ويقصد المسجد الاقصى، وصفهم في كتابه بانهم عباد لنا والحقهم بنفسه، انهم اهل علم وتقوى وايمان.
الصحابة ومن كان محيطا بالنبي سألوه مستغربين من هؤلاء يا رسول الله؟ وكان سلمان جالسا فوضع النبي يده على كتف سلمان مبشرا: هم هذا وقومه.
بل ان الامام الصادق عليه السلام يقسم ثلاثا والله هم اهل قم، والله هم اهل قم، والله هم اهل قم.
هذه البشائر القرانية والاحاديث النبوية، تجعلنا مستبشرين بأن من سيحملون سيوفهم على عواتقهم ويسلموا الراية الى امام زماننا ارواحنا لتراب مقدمه الفدا، هم اليوم في عمر الرجال وقد اعدوا العدة لذلك، اقول ذلك عن يقين واعتقاد جازم مما قرأته من ترابط عجيب بين الايات القرانية التي تتحدث عن قانون الاستبدال وبين الروايات التي تبشرنا بان هؤلاء هم من فارس.
كلمة اخيرة: في عام 1978 اجتمعت المراكز البحثية في واشنطن والتي تقدم دراساتها للبنتاغون والخارجية الامريكية وخلصت الى نتيجة وهي ان ايران ليست مقبلة على ثورة بل ولا مقدمات ثورة، بعد اربعة اشهر من هذا التقرير، كان الشاه في المنفى وكان الملايين في استقبال الامام الخميني "رض" في طهران.
واليوم كلي يقين بأن حسابات المراكز البحثية ستخسر الرهان مرة اخرى وسينصر الله عباده الذين يحبهم ولن يخلف الله وعده فانتظروا انا منتظرون.
https://telegram.me/buratha