المقالات

دعونا نتظاهر ضد أبانا!..

2283 2018-08-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

هل يتعين علينا أن نبقى نصيخ السمع؛ لصوت صهيل خيول الماضي؟..وكيف تسربت الى ثقافتنا، حكاية أن الحاضر هو وليد الماضي، وأن الماضي هو الأب الشرعي للحاضر والمستقبل، وكأنهما شقيقان؛ أحدهما أكبر من الآخر بلحظة دائمة!؟

أغلب محافظات الوسط والجنوب تتظاهر هذه الأيام، محتجة على سوء الخدمات والبطالة، وشحة مياه الشرب وأكذوبة الكهرباء، لكن يبدو أن العراقيين؛ أقل الشعوب ممارسة لحق الإحتجاج، ربما بسبب طبيعتهم الميالة الى النكوص، وترك الأمور تسير على غاربها.

على الأغلب أننا لم نعتد الإحتجاج بوجه السلطات، على أعتبار أننا تثقفا على أن السلطة أو الحكومة والد، وأن النظر في عين الوالد عيب، وأن علينا إحترام هذا الأب؛ وإظهار الطاعة له دوما..

في هذا الصدد وعلى الرغم من أني مريض بالسرطان، عافاكم الله، إلا أن أقدامي تقودني الى التظاهرات مرغما، وأنا على يقين أن مشاركتي في مظاهرة تدعو الى الحق، تحرّك ما أسُن من ماء مستنقع يُغرق كل حيّ؛ ويكاد يطمر بوحله جميع ما يحيطه، أو عساها تؤدي إلى وضع؛ يكون أفضل ممّا نحن فيه.

مشاركتي في مظاهرات وأحتجاجات، يصرخ فيها بضع عشرات أو مئات الآلاف،من أجل عدالة اجتماعية تنصف جميع العراقيين، لن يرتق غشاءً فُضّ ؛ولن يعيد ما سلبه الذئاب والضباع والثعالب، لكنه ربما سيصون عثوق النخل الآيلة الى التيبس.

حين أشارك في إعلاء صرخة الفقراء والمحتاجين، الذين سلبت منهم كرامةَ الإنسان الحر الشريف، لا أغفل ولو لثانية؛ أن من يسير بجانبي كان قبل يوم؛ سيكون في غد في موقف آخر، لأننا غالبا ما نبدل مواقفنا، تبعا لتقلبات الطقس السياسي وتصريحات السادة أصحاب الخطوط الحمر!

لكنني أعي في الوقت نفسه، أنني وبمشاركتي هذه الاحتجاجات، أحاول أن أقرّب المصباح شبرًا، أو فترًا أو عقلة إصبع، لأضيء ظلام ليل هؤلاء؛ الذين احترفوا سطو الليالي وقنص الغانيات والغايات،عساهم يدركون أن لا كرامة ولا حرية، ولا عزة لظالم أو قاهر أو لص.

في التظاهرات، سمعت همس النخيل وأنين أشجار النبق، ودجلة كان يتسلل بين فينة وأخرى؛ ليعلن أن لا مفرّ، وأن علينا أن نمحوَ عبء ولعنة؛ خطيئة ثقتنا باللصوص، ولنعد إلى المربع الأول، وإلى عين العاصفة والإعصار، لإننا شعب أقدم من التأريخ.

كلام قبل السلام: لست من المتفائلين؛ لأنه قد قيل أن المتفائل لن يكون شجاعًا، فهو يخشى أن ينظر في عين الموت والقدر!. ولست من المتشائمين؛ لأن الحكيم لن يكون متشائمًا أبدًا، فأنا أشارك بالتظاهرات لأنني أحب الحياة، أحبها لي ولكم ولجميع العراقيين..!

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك