أثير الشرع
مع إنتهاء عمليات العد والفرز اليدوي الجزئي، وردتنا أسئلة كثيرة عبر شبكات التواصل الإجتماعي ووسائل الإتصال الأخرى المتوفرة، ببركة الحكومات المتعاقبة التي يسرت دخول هذه الوسائل؛ وأخرجت روح الأمل لدى المواطن العراقي ليحل محلها اليأس والحرمان، هذه الأسئلة تستفسر عن الحكومة المقبلة، وهل ستكون كسابقاتها أم ستختلف؟ جوابنا ستجدونه في مقالنا هذا ومن الله الحفظ والتوفيق.
يقول إمامنا وأميرنا علي بن أبي طالب (ع): "لا تطلب الخير من بطونٍ جاعت ثم شبعت؛ لأن الشح فيها باقٍ، بل أطلب الخير من بطونٍ شبعت ثم جاعت؛ لأن الخير فيها باقٍ".
"عذراً" فالبداية توحي ربما إلى التعميم، لكننا لا نقصده، بل الهدف هو: من لم يتحمل المسؤولية، وملأ جيوبه وخزائنه من العائدات المالية للبترول وغيره، بدلاً من تنفيذ مشاريع خدمية تخفف عن كاهل المواطن، بعد سنوات عجاف مليئة بالحروب وأبسط حقوق الإنسان، حصدت النفس، الجسد، المال، والإنتماء.
مع بدأ عمليات العد والفرز اليدوي الجزئي، لاحت في الأفق بوادر تغيير نتائج الإنتخابات، التي لم تخلوا من عمليات التزوير، حيث تسربت معلومات من كركوك، بأن نتائج العد والفرز اليدوي قد لا تتطابق مع العدّ الإلكتروني، و ربما سيتمخض عن النتائج الأخيرة تغييراً بالنتائج، ويكتنف الغموض العملية الإنتخابية برمتها؛ وما يدور خلف الأبواب المغلقة من حوارات، حول تشكيل الحكومة التي يجب أن تتألف من وجوه تتمتع بالخبرة والنزاهة، حيث لا يمكن الوصول إلى نتيجة ما لم تتوضح النوايا الحقيقية لآلية إختيار الحكومة ومن سيرأسها.
المحاصصة كانت السبب الرئيس لفشل جميع الحكومات المتعاقبة بعد عام 2003؛ ومن تربع على كرسي الحكم، كانت غايته الرئيسية المنفعة الشخصية، وكسب عمولات مادية تودع في البنوك العالمية، لتعويض الأموال المنقولة وغير المنقولة التي صادرها المقبور صدام؛ عندما كان هؤلاء السادة معارضين، لنظام الديكتاتور صدام.
الولوج في عالم السياسة، ليس سهلاً كما يعتقد البعض؛ فالسياسة عِلمٌ يُدرّسْ والعلم : هو مجموعة من المبادئ والأسس التي تعنى بجانب من جوانب الحياة، أما السياسة وبكل إختصار تعني : "تدبير شؤون الدولة" حسب المفهوم اللاتيني، كما تعرف السياسة بالمفهوم العام بأنها: العلاقة بين الحاكم والمحكوم، وكل ما يتعلق بإدارة الدولة وشؤونها، بصورة عامة السياسة تعتبر السلطة الأكبر في المجتمعات، ويُعرْف ديفيد إيستون السياسة بأنها : "دراسة عملية التوزيع السلطوي للقيم المختلفة من أجل المجتمع".
"أخيراً نوجه رسالة للمتصدين، كفاكم تغنمون؛ فالشعب ليس عدوكم، وإعلموا أنكم من تحكمون، لستم معارضة بل حكام، إفهموها !"
https://telegram.me/buratha