قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com
لا اعتقد ان مفردة اخرى، تترد على ألسن وأقلام العراقيين، بالقدر الذي تتردد فيه مفردة "الفساد"، والحقيقة أن "الفساد" ليس أمرا جديدا على حياة الدولة العراقية، فهو رفيقها الدائم، منذ دولة بني أمية وبعدهم بني العباس، وأستفحل في ظل الإحتلال العثماني، حيث كانت السلطة تمنح بالتلزيم، وحيث كانت مناصب الدولة، تباع بشكل رسمي بمبالغ يستلمها الباب العالي، ويقدمها على اطباق من فضة الى السلطان العثماني، الذي هو خليفة المسلمين بنفس الوقت!
المرحلة ألأهم في بناء الفساد، وتحويله الى ممارسة يومية، في كل مفاصل الدولة العراقية، كانت في عهد البعث، سيما في المرحلة الصدامية، حيث تحول العراق الى إقطاعية، ممنوحة باللزمة الى صدام واسرته وحاشيته، وأنتج هذا الوضع جيوشا من الفاسدين، هم البعثيين العاملين في اجهزة الدولة، وهم موجودين الآن بكثافة في مؤسسات الحكم الراهن.
في هذا الصدد؛ لا احد ينكر ان البعثيين هم عراقيين، قبل ان تتلوث افكارهم بسموم الايدلوجية العفلقية، التي كان مدادها دوما دماء الابرياء.. وبسبب هذه الأيدولوجيا؛ ما زالت الاجساد العربية، تنزف دما في العراق ولبنان والسودان، وتونس واليمن وفلسطين، تحت عشرات المسميات، التي لا تمت للواقع بشيء، وبعيدة كل البعد عن مبادىء الاديان السماوية، ومصالح الشعوب في الدول العربية..
وعندما حصل التغيير في العراق عام 2003، ورفض الجسد العراقي سرطان البعث، وانطلاقا من مبدأ (عفا الله عما سلف)، حاولت القيادات السياسية، ان تستوعب الالاف من هؤلاء البعثيين، بإعادة دمجهم في الحياة العراقية بجميع مفاصلها، على امل ان يعالجوا انفسهم، من اثار هذا السرطان الخبيث.
لكن ما يلمسه المواطن بشكل يومي، واثناء مراجعاته لدوائر الدولة، التي تتنفذ فيها أعداد مهمة من البعثيين، يرى بوضوح الالية التي اولجوا فيها البعثيون، طريقة الاداء والتعامل مع كل مراجع، من اجل تحقيق هدفهم المريض، في اعطاء صورة سوداء قاتمة عن الوضع الجديد، ورمي كل كرات التقصير وادوات الفساد من الاداري والمالي في سلة الدولة، وبالتالي الوصول الى غايتهم، بزرع جينات امراضهم، من جديد في الجسد العراقي، وتوزيعه على مفاصل الجهاز التنفيذي للدولة.
كلام قبل السلام: اذا قلت هنالك رشوة؛ فقل هي مرض بعثي، واذا قلت هنالك تعامل بيروقراطي؛ فقل هنالك بعثيون، واذا قلت هنالك تعامل فض مع المواطن، واساليب رخيصة؛ فقل هنالك بعثيون، واذا قلت هنالك مافيات، وعصابات سرقة وقتل، وترويج ظواهر اجتماعية، خطيرة فقل هنالك بعثيون!
سلام..
https://telegram.me/buratha