المقالات

أُس الفساد في الدولة العراقية..!

2385 2018-08-06

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

لا اعتقد ان مفردة اخرى، تترد على ألسن وأقلام العراقيين، بالقدر الذي تتردد فيه مفردة "الفساد"، والحقيقة أن "الفساد" ليس أمرا جديدا على حياة الدولة العراقية، فهو رفيقها الدائم، منذ دولة بني أمية وبعدهم بني العباس، وأستفحل في ظل الإحتلال العثماني، حيث كانت السلطة تمنح بالتلزيم، وحيث كانت مناصب الدولة، تباع بشكل رسمي بمبالغ يستلمها الباب العالي، ويقدمها على اطباق  من فضة الى السلطان العثماني، الذي هو خليفة المسلمين بنفس الوقت!

المرحلة ألأهم في بناء الفساد، وتحويله الى ممارسة يومية، في كل مفاصل الدولة العراقية، كانت في عهد البعث، سيما في المرحلة الصدامية، حيث تحول العراق الى إقطاعية، ممنوحة باللزمة الى صدام واسرته وحاشيته، وأنتج هذا الوضع جيوشا من الفاسدين، هم البعثيين العاملين في اجهزة الدولة، وهم موجودين الآن بكثافة في مؤسسات الحكم الراهن.

في هذا الصدد؛ لا احد ينكر ان البعثيين هم عراقيين، قبل ان تتلوث افكارهم بسموم الايدلوجية العفلقية، التي كان مدادها دوما دماء الابرياء.. وبسبب هذه الأيدولوجيا؛ ما زالت الاجساد العربية، تنزف دما في العراق ولبنان والسودان، وتونس واليمن وفلسطين، تحت عشرات المسميات، التي لا تمت للواقع بشيء، وبعيدة كل البعد عن مبادىء الاديان السماوية، ومصالح الشعوب في الدول العربية..

وعندما حصل التغيير في العراق عام 2003، ورفض الجسد العراقي سرطان البعث، وانطلاقا من مبدأ (عفا الله عما سلف)، حاولت القيادات السياسية، ان تستوعب الالاف من هؤلاء البعثيين، بإعادة دمجهم في الحياة العراقية بجميع مفاصلها، على امل ان يعالجوا انفسهم، من اثار هذا السرطان الخبيث.

لكن ما يلمسه المواطن بشكل يومي، واثناء مراجعاته لدوائر الدولة، التي تتنفذ فيها أعداد مهمة من البعثيين، يرى بوضوح الالية التي اولجوا فيها البعثيون، طريقة الاداء والتعامل مع كل مراجع، من اجل تحقيق هدفهم المريض، في اعطاء صورة سوداء قاتمة عن الوضع الجديد، ورمي كل كرات التقصير وادوات الفساد من الاداري والمالي في سلة الدولة، وبالتالي الوصول الى غايتهم، بزرع جينات امراضهم، من جديد في الجسد العراقي، وتوزيعه على مفاصل الجهاز التنفيذي للدولة.

كلام قبل السلام:  اذا قلت هنالك رشوة؛ فقل هي مرض بعثي، واذا قلت هنالك تعامل بيروقراطي؛ فقل هنالك بعثيون، واذا قلت هنالك تعامل فض مع المواطن، واساليب رخيصة؛ فقل هنالك بعثيون، واذا قلت هنالك مافيات، وعصابات سرقة وقتل، وترويج ظواهر اجتماعية، خطيرة فقل هنالك بعثيون!

سلام..

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك