أثير الشرع
في بلادي، عليك واجبات، وليس لك حقوق !
المواطنة تعني : الفرد الذي يتمتع بعضوية بلد ما، له إمتيازات يتمتع بها، من المهد إلى اللحد، والمواطنة بمعناها السياسي، تُشير إلى الحقوق التي تكفلها الدولة لمن يحمل جنسيتها، والإلتزامات التي تفرضها عليه، وقد تعني مشاركة المواطن في أمور وطنه، وذلك يشعره بالانتماء إليه، فأين نحن من الشعور بالمواطنة ؟!
في الدولة يخضع المواطن لنظام محدد من الحقوق والواجبات، وعندما نتحدث عن المواطنة، كنظام حقوق وواجبات، فإننا نعني، في الوقت ذاته، حقوق المواطن وواجباته في وطنه، وواجبات الدولة تجاه المواطن، فحقوق المواطن هي واجبات على الدولة، وحقوق الدولة هي واجبات على المواطن.
في خطابها الأخير وما قبله، ألمحت المرجعية الرشيدة عن إعلان عدة سيناريوهات، في حال إستمرار الضعف الحكومي، وإستمرار تفشي الفساد، وكان أقسى ما في الخطاب، التلويح بإسقاط النظام السياسي؛ في حال سريان مفعول حكومة غير قادرة على تنفيذ المشاريع البسيطة، وإحلال الأمن، ولا نستبعد أن تكون التظاهرات، سَبِيلا ومجسراً لعبور المندسين لتنفيذ مآرب خبيثة، للوصول إلى السُلطة.
أن الحديث عن خطاب المرجعية لا يمكن الخوض بتفاصيله وأهدافه؛ دون أن نتعمق بأصل الخطاب وغايته وتوقيتاته، فلا يمكن لأي أحد تفسير الغاية الصحية لمعنى الخطاب؛ وهناك من يتهم خطاب المرجعية بدس السم في العسل، وآخرين فسروه بالمخدر والمهدئ، والأسوأ من ذلك : تفسيره بإعطاء الضوء الأخضر للحكومة، لقمع وقتل أي متظاهر يقف بالضد من العملية السياسية.
كيف يمكننا فهم الرسالة التي وجهتها المرجعية لكافة المشاركين في العملية السياسية؟ وعلينا أن نستدرك بأن تلك الرسالة لم توجه للمواطن بل للمسؤول، الذي فهم الرسالة وأدرك بأن المرجعية جادّة لقلب الطاولة، وإنها أي المرجعية أصبح لديها خيارات عدة، أبرزها تشكيل حكومة قوية وإبعاد الضعفاء وإنهاء المحاصصة.
التشكيك بأصل خطاب المرجعية، لا يصدر من عاقل؛ ومن يلوح بالتشكيك فليصمت؛ ولا يتعب نفسه بالتفسير والتحليل والتحايل، فسريان مفعول غضب المرجعية لم يحن بعد، وحذاري فأن القادم أسوأ في حال بقيت الأوضاع كما هي.
https://telegram.me/buratha