جاسم الصافي
عرفت الدولة حين تحولت الأعراف الى تشريع سلطوي إداري في أيدي طبقة لها نفوذ اجتماعية و تجارية , فكان أول نشوء للدولة ملازما لنشأة القانون , وأول تأسيس لهذه القوانين والنظم وجدت في بابل على مسلة حمورابي , وكذلك مراسيم الفراعنة وأباطرة الصين وإجراءات الأجهزة التشريعية في دولة أثينا وقرارات مجلس الشيوخ في روما , حيث تكونت هذه الدول في بدايتها على أساس طبقي أسياد وعبيد , وذلك بعد أن أصبح فائض الإنتاج في أيدي موزعين وهم التجار والأعيان , ثم تطور نظام الدولة ليدير ثلاث ملفات هي حل النزاعات بين الأفراد عن طريق فتح دوائر القضاء وجباية الضرائب بواسطة جهاز الشرطة والحروب في تكوين الجيش للدفاع أو الهجوم , اما حديثا فالأمر اختلف كثير بعد ان وجدت الديمقراطية وحقوق الانسان المجال الاوسع للابتعاد عن قوانين الطبقية وحيونة الغاب نشأة العديد من الدساتير التي تتناسب مع مختلف المجتمعات لكنها تتقارب في التكافل الاجتماعي والسياسي . وكان العراق واحد من تلك الدول التي واكبة ثقافة الحكم الحديث , الا ان الامر هنا مختلف فنحن نسعى لإرجاع الزمن الى الوراء وتكثيف الجهد لبناء الطبقية والعنصرية والجاهلية , وحين أ ستنشقنا الحرية خنق حرية الاخرين ورجعنا للعبة الغاب وخلطنا القوانين بالمفاهيم لنعيث بالأرض فسادا ولا اعلم هل ان التغير امر لصالح الاصلاح الذي كنا نتمناه ام لصالح الرجعية التي حاربت من اجل ارجاعنا الى الدكتاتورية الامر لا يطمئن , وحين يخرج رئيس وزراء سابق ويقول ان الديمقراطية ستؤدي الى التناحر الطائفية والحرب الاهلية وتصدق نبوءته بعد ايام فالوضع لا يطمئن , وحين يأتي الاصلاح بسن قوانين الضرائب واهمال الخدمات والغاء التعينات فالوضع لا يطمئن , وحين تفتح التراخيص لشركات النفط الاجنبية تشعرك باننا عاجلا ام اجلا سنحتاج الى قرار تأميم للنفط من جديد هذا امر لا يطمئن , وحين ترجع القوات الاجنبة والعمالة الاجنبية تزامنا مع اثارة التظاهرات دون ان يعلن عن ذلك فالوضع لا يطمئن , حين يستهان بالناس وتطلق الوعود الكاذبة ويصمت الاعلام عن ذلك فالوضع لا يطمئن , كل هذا تكريس لنفي الحق ودمكوكية الراي لأرباك الفهم وكأن الامر مخطط له لأشغال وإشعال فوضة نستسلم من بعدها لقواعد كانت مرفوضة الامر هنا لا يطمئن , خطوات ليست في صالحنا لعبة الشطرنج التي يتعاملون بها معنا ستكسر الرقاب فبيادق العمالة الحاكمة تتحرك بعبثية الصدفة وحلولها انية لعبور مرحلة الامر لا يطمئن واخيرا هل ان الدولة آلة تخص طبقة لإخضاع باقي الطبقات لها ام هي قانون يترك مجال وفسحة للطبقات الكادحة والمسحوقة ان تعيش ضمن قانون العدل والمساوة على هذه الارض لا اعلم هل قوانين الأمم ستحمينا من عالم الغرب ام من طبقة حاكمة فاسدة تسعى لنوازعها الغبية في ترسيخ الطبقية وهي التي لا تعي اين يساق بالبلاد والعباد الى خارج الحضارة وخارج التاريخ بل وخارج الحياة
https://telegram.me/buratha