المقالات

برنامجنا القادم..!

1638 2018-08-03

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

لا يُحسَنُ كثير من المهتمين بالشأن السياسي؛ كيفية حساب مقدار الخسارة الوطنية التي سببها الفساد، إذ أن بعضهم وبطريقة ساذجة؛ يحسبها بمقدار الخسارة المادية، ويقدمون إحصاءات وأرقام؛ عن الموازنات التي أُنفقت، والأموال التي ذهب معظمها كما يقولون، الى جيوب المنتفعين الفاسدين.

لا ريب في أن الفساد المالي؛ له تبعاته وآثاره المدمرة، لكن الخسارة الحقيقية ليست في هذا المجال فقط، إذ أنها في محصلتها خسارة مركبة؛ تتحرك صعودا بطريقة المتوالية الهندسية، التي تتضاعف لوغارتميا، مع أول عملية حاصل ضرب الى الأس المرفوعة له!

من بين أشد أنواع الفساد فتكا؛ هو وضع أفراد من الرجال والنساء، في مراكز ليست على مقاسهم، بمعنى وضع أفراد ليسوا مناسبين لتلك المراكز، وفي بعض الأحيان؛ تكون المراكز ليست مناسبة للأفراد.

المشكلة تكمن؛ بأنه لا يوجد لدينا معيارية محددة، لتوصيف الوظيفة العمومية، وفي معظم الأحوال ترك الحبل على الغارب عمدا، فلا زيق يناسب رقعة، ولا رقعة تناسب زيقا!  

النتيجة؛ أن وضع رجال لا يتوفرون على خبرات مهنية، في مواقع مسؤولية تحتاج خبرات ومؤهلات خاصة، أدى الى أن يتم إتخاذ القرارات، وفقا لأساليب بعيدة عن المهنية والعلمية، ولا تستند على أسس البحث العلمي أو الطرق العلمية في أتخاذ القرارات..وكانت الخسارة فادحة جدا؛ بغياب دور المتخصصين والمهنيين، في التحضير لأتخاذ القرار.

لقد كان هذا ديدن نظام حكم البعث، بنماذج مثل سمير الشيخلي، وعلي حسن المجيد، وحسين كامل، ومحمد حمزة الزبيدي، ومئات وآلاف أمثالهم، وأزددنا إرتباكا مؤسسيا، طوال السنوات الأربعة عشر المنصرمة، حيث شهدنا تخبطا واضحا في الأداء وفي القرارات، وكم من فكرة خلاقة؛ كان يمكنها أن تقدم فائدة عظيمة لشعبنا ولآفاق تنميته، أحبطها مسؤول لا يتوفر على حد أدنى، من المعارف المهنية التي يتطلبها إشغاله لمركزه الوظيفي، ولو تطلب الأمر منا أن نقدم أمثلة؛ لأحتجنا الى مجلدات!

إناطة مهمة إدارة ملفات التخطيط بأطباء، أو أدارة ملفات الأمن بشعراء، أو أدارة ملفات الكهرباء بأداريين، وملفات الشأن المجتمعي ببياطرة، والتجارة بمتخصصين باللغة، والبلديات بزراعيين، والإعلام بمحامين؛ كلها أمثلة عن الذي نتحدث عنه..

في حالة المسؤول الذي تنقصه الخبرات والمهارات؛ أو الذي تعوزه الأساسات العلمية المناسبة لمركزه الوظيفي، تتخذ القرارات وفقا للإجتهادات التي تحركها المصالح الخاصة، أو بناءا على النزوات الشخصية؛ للأفراد أو للجماعات المهيمنة على المؤسسة.

النتيجة أن تدهورا مريعا هو الذي حصل لنظامنا الأداري، وتحولت مؤسسات الدولة الى  بناء ينخره الفساد؛ الذي ينتعش في البيئات الجاهلة.

إن السنوات الخمسة عشر الماضية؛ كان عنوانها الرئيس هو هذا المشهد الذي وصفناه آنفا، وأمامنا مهمة عسيرة للخروج من المأزق، الذي سببه تسيد أشخاص ليسوا مناسبين على مفاصل القرار، لكن عسر المهمة لا يعني أن نستسلم لها مما يفاقم المشكلة..

للخروج من نفق الجهل المؤسسي، يتعين أن نعمل وفقا لسياسات علمية معدة سلفا، تحمل عنوان البرامج؛ نحترمها ونتعامل معها بإلهام وقدسية.

كلام قبل السلام: يفترض ان يكون برنامجنا القادم؛ هو التخلص من الجهلة في مواقع المسؤولية..!

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
بغداد
2018-08-04
في الصميم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك