علي العدنان الشمري
لا يفسّر أي من الثقافة أو المناخ؛ أو الجغرافيا التفاوتات الاقتصادية والصحية؛ والاجتماعية في العالم بل إن؛ المؤسسات السياسية و الاقتصادية من صنع؛ الإنسان هي التي تشكّل أساس؛ النجاح الاقتصادي أو فشله (جيمس روبنسون).
كثيرة هي تجارب الدول التي؛ نجحت في النهوض ببلادها؛ رغم افتقارها الى الموارد الطبيعية؛ لكن كان لديهم الاخلاص في العمل و التخطيط الصحيح الناجح.
الا معضلتنا في سياسينا المحتالين؛ فبلدنا يمتلك مالا تمتلكه اي دولة؛ الجميع يعلم ماهي الموارد الطبيعية؛ والبشرية التي نمتلكها و الموقع الجغرافي التي تحلم؛ بها اي دولة لكن نفتقر الى الروح الوطنية؛ و حب البلاد و تغليب المصلحة العامة على؛ المصلحة الخاصة نفتقر الى التخطيط؛ نفتقر الى الادارة الجيدة و الارادة؛ في النهوض بالواقع المزري، جميع سياسينا محتالين كذابين؛ يكذبون على أنفسهم قبل الشعب يتصورون أن الخلاص من الديكتاتور؛ هذا الانجاز العظيم الذي يجب على؛ الشعب أن يصمت على سرقاتهم؛ و احتيالهم علينا.
لم يبنوا شبراً في العراق؛ فجميع خططهم و مخططاتهم فاشلة؛ فيها سرقة و منافع شخصية و حزبية؛ سمعنا بالميزانيات المهولة على مدى خمسة عشر سنة؛ لم نشاهد شبر معمر بالعراق؛ فجميعها تذهب الى مشاريع وهمية؛ يكون فيها الوزير و رئيس الوزراء و أقربائهم هم؛ من يسرقونها ناهيك عن مخصصاتهم و امتيازاتهم؛ التي يقروها لأنفسهم و لعوائلهم؛ تناسوا و تعمدوا بان يهدموا البلاد و يجوعوا العباد.
ظلمونا بجهادهم الغربي و عيشتهم؛ المترفة في اوربا و دول امريكا؛ و نحن في حصار و حكم طاغية؛ جعلوا من انفسهم اصنام لا يجوز المساس بهم؛ خلقوا الازمات واحدة تلو الاخرى؛ ليتنعموا بسرقتنا وتهديم اقتصادنا؛ لا يخططون لشيء سوى كيف يحصنون ابراجهم العاجية؛ و سرقاتهم المحتالة على القانون؛ فيسرقون وفق القانون الذي فصلوه على متطلباتهم و احتياجاتهم، غريب امرك يا عراق و يا شعب التضحيات؛ لم ينصفوك الذين حكموك على مر التاريخ؛ فجميعهم تعمدوا أن يهدروا ثرواتك و يقتلوا شعبك؛ بحجج و أزمات واهية من أجل؛ البقاء بالسلطة لا لأجل خدمتك؛ بل لسرقتك و نهبك و الاحتيال عليك تارة باسم القومية؛ و اخرى باسم العروبة وحامي بوابة العروبة؛ وأخيرة باسم المذهب و المكون؛ و هم براء من هذا.
لم يعد الكلام يجدي فأذانهم صماء؛ و عقولهم متحجرة رغم الشهادات التي يحملونها؛ لا يختلفون بمصلحة سرقاتهم و احتيالهم بل يختلفون من اجل؛ المناصب و الامتيازات فيخلقون الأزمات واحجة تلو الأخرى.
نحتاج الى شخصية وطنية عابرة؛ للمذهب و للدين و للطائفة؛ نحتاج الى مخطط عالم بالنهوض بالواقع المتردي؛ نحتاج الى مربي من أجل ترسيخ مبادئ؛ العدل و المساواة و التنشئة الاجتماعية؛ لا الى أًصحاب خدمة جهادية في؛ اوربا و ملاهيها لك قرة عيني يا عراق و يا شعبي المسكين، كفاكم احتيال وضحك علينا يا شراذم السياسة؛ فقد سئمنا حيلكم البائسة، حي على الشباب للتخلص من الفساد.
https://telegram.me/buratha