المقالات

حديث عن التنافس داخل الجسم الشيعي.!

1601 2018-07-31

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

لم تُبنَ العملية السياسية في العراق؛ تلك التي أنطلقت عقيب الخلاص من نظام القهر والإستبداد الصدامي، على اسس سليمة، ولم يتم بناء القوى السياسية المشاركة فيها، وفقا لقواعد بناء الأحزاب المعروفة، ذلك لأنها بنيت على عجل، ورافق تلك العجالة في البناء، أمراض كثيرة، في مقدمتها عدم قدرة القوى السياسية، على بناء علاقات بينية؛ قادرة على تسيير العمل السياسي، على نحو طبيعي إيجابي.

لقد كان السعي للإستحواذ على السلطة، نظرا لإمتيازاتها اللامحدودة، سببا مباشرا لحصول خلط كبير، بين مفاهيم العلاقات السياسية البينية المعروفة، ولم يتمكن الساسة ومريديهم وأتباعهم، من التمييز بين مفردات مهمة، كالصراع والعداء والتنافس، فأختلط الحابل بالنابل، وأصبح كل عدو لبعض، وباتت النبال ترمى بكل الإتجاهات، وكانت النتيجة أن كثرت الإصابات في كل الصفوف، وكان الصف الإسلامي الشيعي بالتحديد، الأكثر تعرضا للإضرار والخسائر!

نافلة القول أن توصيف الموقف السياسي؛ لا يستند الى معطيات دائمة، وكل شيء قابل للتغير، تبعا لإشتراطات الواقع ومخرجاته، ومثلما أنه ليس في السياسة صداقات دائمة، فإنه ليست هناك عداوات دائمة، وعدو الأمس يمكن أن يكون صديق اليوم، والعكس قابل الحصول في كل زمان ومكان، ولذلك فإن على المنخرطين بالحقل السياسي، أن لا يخلطوا بين أنواع العلاقات السياسية، بين القوى التي لها وجود، على الساحة السياسية.

مع أن الأعداء السياسيين؛ هم فقط أولئك الذين ينتمون الى الضد النوعي، وأن ثمة مسافة كبيرة؛ بين مفهومي العداء السياسي والمنافسة السياسية، لكن الخلط بين المفهومين هو السائد في الساحة السياسية الشيعية، وفي حالتنا الشيعية السياسية، فإن الأعداء الذين أعلنوا عدائهم للشيعة وقواهم السياسية، هم التكفيريين وما يتبعهم من قوى سياسية، حيث ترجموا عدائهم على الأرض، قتلا وإستهدافا للحياة، وتخريبا للعملية السياسية على قدم وساق.

بدرجة مقاربة، فإن القوى العلمانية؛ التي تركز في خطابها على تخطئة القوى الإسلامية، يشكلون ضدا نوعيا واضحا، وهو ضد كشر عن أنيابه مؤخرا، ويعمل على الإطاحة بالقوى الإسلامية جميعا، مع العرض أن القوى العلمانية العراقية، لم تقم بعمل بارز لمقارعة النظام الصدامي، أو العمل على الإطاحة به، بل يمكن القول، أنها كانت في حالة وفاق مع البعث الصدامي، أو على الأقل كانت مهادنة له، أو أنها قبلت بوضع السكون، لكن في داخل صفوف العلمانية ذاتها، ثمة تنافس كبير بين الماركسيين مثلا، وبين الليبراليين.

 كذا الأمر في الصف الإسلامي، وفي داخل البيت الشيعي، فإن التنافس مسألة طبيعية، بل ومحمودة الى حد كبير، لأنها ستطرح أمام الشارع الشيعي خيارات متعددة، وكلما ضاقت مساحة الإختلاف، فإن مناخا ديكتاتوريا إستبداديا هو الذي سيسود، والوسط الحي الفاعل، هو الذي يستطيع إنتاج بدائل متعددة.

وسطنا الشيعي وسط منتج وخلاق، ولنا في تعدد المرجعيات الدينية مثلا ممتازا، على قدرة التشيع ،على إنتاج مساحة مسيطر عليها للإختلاف.

سنتحول الى مذهب ميت بدون إختلاف، لذلك فإن وجود قوى سياسية شيعية متعددة، أمر مندوب بذاته، هذا هو المبدأ الأساس، في بناء بيت شيعي سياسي حي فاعل.

كلام قبل السلام: التيار الصدري وحزب الدعوة والمجلس الأعلى، وباقي القوى السياسية الشيعية، قوى سياسية متنافسة داخل البيت الشيعي، ولا صراع بين بعضها بعض، ولا يجب ان يكونوا أعداء، كما تبدو صورة اليوم..!

 سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك