قاسم العجرش
حتى لا تختلط الأمور كلما مضى الزمن الى الأمام، فإننا بحاجة الى أن نؤكد؛ أن التظاهرات والأحتجاجات صحيحة 100% من حيث المبدأ، ليس لأنها حق دستوري، وليس لأن من حق أي أي أنسان أن يصرخ إذا تألم، بل لأن حكومات ما بعد 2003، أخفقت في خدمة الوطن والمواطن.
أضف الى ذلك أنه وفي معظم الأحوال، تحول الأخفاق المتجذر بالدولة؛ الى مضادات عكسية دائمة لكل محاولات الأصلاح، ولذلك كنا نرى أن صيحات الأصلاح، وقبلها دعوات المرجعية الدينية؛ الى أتخاذ خطوات مفيدة في هذا الأتجاه، تذهب جميعا ادراج الرياح، حتى سمعنا قول المرجعية أن صوتها قد بُح..!
السبب في ذلك هو أن الحزب الحاكم ومن تبعه، لم تكن تتوفر لديهم إرادة العمل الصالح النافع للشعب، بل كان همهم هو مصالح الحزب والفئة والشخوص، التي تقدمت على ما سواها من مصالح.
من خلال تجربة 15 عاما؛ كان أعضاء هذا الحزب يقودون البلاد فيها، تأيد للجميع مراقبين ومواطنين، أن "بناء الفشل" منهج "دائم" للعمل لديهم، وأن هذا المنهج المتفرد في العالم، هو أسلوبهم الأوحد في إدارة البلاد!
مستوى الأنحراف كبير جدا، وكي يتم تحديد المسؤولية بوضوح، فإن الذين تصدوا للمسؤولية الأولى في البلاد، وجميعهم من أعضاء حزب السلطة؛ هم الذين يتحملون المسؤولية المباشرة للإخفاق والفشل المركب، لأنهم أبناء مدرسة واحدة، وهي تلك المدرسة البائرة، التي ترى الأخفاقات نجاحات!
في خضم هذه المسؤولية، وبفعل أن الحزب الحاكم، أنشأ دولة عميقة داخل الدولة، فإن أغلب مسؤولي الدولة، من وزراء وما دونهم؛ لغاية منصب "مدير عام"، وحتى لو كانوا من غير أعضاء هذا الحزب، قد أنغمسوا بالفشل بشكل عميق، ولكي يستمروا في مواقعهم، تحولوا الى أدوات له إن برغبتهم، أو تحت تأثير الدولة العميقة، بعدما تحولوا الى "براغي" في ماكنتها، مع ما يتبع ذلك من تداعيات!
وفقا لهذا الفهم الواقعي، نعتقد أن الإصلاح يبدأ من هنا، وليس بمحاولات كاذبة لإمتصاص نقمة المواطنين المحتجين، بـ10000 وظيفة "عقد" وهمية، أو بجلب 18 مولدة كهرباء كبيرة من الكويت..!
الأصلاح الحقيقي هو أن نقتلع مزرعة الطفيليات هذه من جذورها، وأن لا نسمح بتولية أمور الشعب، لأي من مكونات هذه السلطة الفاشلة، وعلينا أن نثبت لشعبنا أننا مع الأصلاح الحقيقي، وليس مع الترقيع الوهمي..
كلام قبل السلام: دولة الفشل، وخلفها الدولة العميقة ومن تشاطأ معها، هم القربان الذي يجب أن يقدم لإرضاء شعبنا، وللإنطلاق نحو إصلاح حقيقي!
سلام..
https://telegram.me/buratha