قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
دعونا نتحدث قليلا عن واقعنا المعاشي اليومي..
*مثلا عن خصخصة قطاع جباية أجور الكهرباء، وسنكتشف أن الشركات التي اوكل لها جمع تلك الأجور، ستقتطع منها ما نسبته 12,9% أي 13%، أي من كل عشرة ملايين دينار تجبيها من المواطنين، ستقتطع مليون وثلثمائة ألف دينار، وستجبيها بجهود موظفي وزارة الكهرباء، الذين ستدفع 80% من رواتبهم، وهي لا تشكل نسبة 001 و0% من أجور ونفقات إنتاج الكهرباء..
وزارة الكهرباء، التي روج مكتب رئيس الوزراء، بأن قيامها بخصخصة الجباية فتح مبين، ستدفع 13% من قيمة ما تنتجه من طاقة، بمعنى أن الجابي بات شريكا للدولة بنسبة13%،من صافي قيمة مبيعات الكهرباء.. دلوني على دولة عار مثل التي عندنا، وخذوا ما تبقى من عمري الذي لا يساوي قيمة أمبير!
*أرتفعت أسعار المواد الغذائية، واختفى عدد لا يستهان به من بعض أنواعها، وتردت نوعية الموجود بشكل كبير، ونسبة كبيرة منه خارج تاريخ الصلاحية، ونسبة أخرى تالف أو مخزون بطريقة تتلفه، الدولة تقول أن مافيات التجار تقف وراء ذلك، والتجار يدفعون التهمة عن أنفسهم، ويقولون أن مافيات الدولة هي السبب..
الدولة تقدم أدلة، تفيد بأن مفارز الأمن تلقي بشكل يومي، القبض على سيارات محملة بمواد غذائية تالفة، والتجار يقولون؛ أن بضاعتنا أتلفها طول الإنتظار، في الكمارك وفي السيطرات الأمنية، ويقدمون أدلة على ذلك، ونكتشف من بعد ذلك، أننا صرعى بين كماشتين، مافيات الموظفين والسيطرات، ومافيات التجار..تُف عليك من زمن رديء..!
*هل سمعتم بموقع كمارك في وسط البلاد، وليس على الحدود؟!..نعم هو ذاك الذي في منطقة الصفرة، قليلا الى شمال بعقوبة، أي على تخوم بغداد..وشأنه متعلق بالفقرة الثانية، فلقد ضجت الناس من لصوص الدولة المهيمنين عليه، وهو شأنه شأن منفذ صفوان الحدودي، وسائر المنافذ الحدودية، دجاجة تبيض ذهبا، ليس للدولة، بل للعاملين فيه، من العتال الى المدير، مرورا بالشرطة ومنسبي الكمارك، وكل سلالة الحرامية البشرية..
*سيطرة الصفرة صارت حديث كل العراقيين، مجلس النواب، رئاسة الوزراء، الصحافة، الإعلام، التنلفزيونات، الدواوين العشائرية، الشياب والعجائز، منظمات المجتمع المدني، الأحزاب والقوى السياسية، التحالف الوطني، التحالف الكوردستاني، اتحاد القوى السُنية، خطباء الجوامع، وحتى الأمم المتحدة..!
تشكلت لجان، وراحت لجنة وجاءت لجنة، والقائد الأمني الفلاني ذهب الى هناك، والضابط الكبير العلاني أطلع على سير العمل، ووجه بتيسير امور أصحاب الشاحنات، لكن النتيجة أن العاملين في سيطرة الصفرة، أقوى بكثير من كل الذين ذكرناهم، وسنكتشف أن سيطرة الصفرة اقوى حتى من رئاسة الوزراء، بل ومن مجلس النواب ورئاسة الجمهورية، بل وحتى من المصارع العراقي القديم الحاج عباس الديك..!
الحقيقة أنه لا ينبغي تصور أن المنظومة، التي سببت هذا الاختلال الواسع، ستستسلم بسهولة وترفع الراية البيضاء، بل من المتوقع أنها ستشن هجمة مقابلة شرسة، وستنتج المنظومة الفاسدة الحاكمة دائما، أفكارا مثل فكرة خصخصة الكهرباء، وفكرة سيطرة الصفرة..!
كلام قبل السلام: الأنتصار على الإختلال يتم عندما يُهزَم وهو جاهلٌ أنهُ قد هُزِم...!
سلام..
https://telegram.me/buratha