محمد كاظم خضير
الصراع هو طبيعة العلاقات الدوليةدائما، كعلم نظري وكتطبيق عملي في علاقات الكيانات البشرية الكبرى بعضها ببعض. والفرق بين منطقة جغرافية وأخرى في العالم هو وتيرة حدوث الصراعات وكيفية إنهائها، أو بالأحرى منعها من الحدوث. ودولة العراق ليست استثناء من هذه القاعدة.والمشكلة الكبرى في أزماتنا العراقية الراهنة، ليست في وجود الصراع أو تضارب المصالح بين الكتل السياسية او الدول ، ولكن في كيفية إدارة هذه الصراعات، وأحيانا الاستثمار فيها.
يقال إن بعض الكتل السياسية امثال النجيفي وخميس الخنجر الذي كان يصف وداعش الموصل بثوار العشائر
، من اصحاب الشركات كبرى ، هي المستفيد من الارهاب ينشب في العراق لتغطية على الفسادة من جهةوحصولهم على مكاسب داخل العملية السياسية من مناطق استراتيجية وخير مثال كركوك التي عندما خرجت منها مليشيات مسعود صرح أحد مسؤول حزب البارزاني أنه سوف يرسل سيارات مفخخة إلى بغداد والتعاون وتعاون بين داعش والاكراد في تنسيق الهجمات على جيش في كركوك ، لذا تسعى لتأجيجه لحصد المكسب المريح من وراء دماء الضحايا. ، فهم كل من يعيق تحقيق الامن والاستقرار في بلدنا تحت اي عنوان وذريعة ويشجع على الفوضى وبقاء السلاح بيد من هب ودب وارباب الجريمة المنظمة . وهم لا يريدون ان نتوجه ، رغم التصريحات الرنانة ، الى تجفيف حقيقي لمنابع الارهاب بمقاربات وحزم متكاملة ، ويسعى بكل السبل والوسائل الى ادامة ما ثبت فشله من نهج وفكر ومنهج واليات عمل . وهو يديم التهييج الشوفيني والعنصري والطائفي ويشجع على الانغلاق وتصغير الوطن الى « دربونة « ، وادامة حالة التشرذم الاجتماعي وتمزيق نسيجه ، واضعاف الوحدة الوطنية وروح المواطنة .
وهو كلام صحيح بشكل جزئي، أما الحقيقة فهي أن أصحاب الكتل السياسيه ليسوا المستفيد الأكبر من نشوب النزاعات .. هناك دائرة استثمار في هذه النزاعات أوسع من ذلك؛ تراهن على هذا الصراع أو ذاك، على رأسها الدول التي تسعى لتوسيع نفوذها واقتطاع غنائم استراتيجية ومادية، مثل السعودية .
يمكن أن نضع سعودية في هذه السلة، كدولة قومية مركزية كبيرة تسعى لمد نفوذها خارج حدودها لتأمين مصالحها بالقوى الناعمة الثقافية تارة،.
هذا لا يجعلنا في موقف المبرر الأعمى للسياسة السعودية، لأن لنقدها موضعا آخر. أما المهم في هذا المقام فهو توضيح المقارنة السياسية بين الكتل التي ترعى مصالحها عبر وسائل ناعمة وخشنة، وتلك التي ترعى مصالحها في الاستثمار في تأجيج الصراعات. والسؤال الأبرز هنا، لنوضح الفرق:ما هي الإنجازات التي قدمته هذه الكتل؟ أو كم مبادرة أطلقتا لحل الأزمات القائم في العراق ؟ والإجابة واضحة لكل ذي عينين، وهي سيل من التصريحات السياسية كغطاء للاستثمار في هذه الصراعات، والحصول على أعلى مكاسب ممكنة بغض النظر عن التكلفة الإنسانية العالية.
مع مرور الوقت وتطور أنواع الأسلحة وأشكال الفسادة ، حدث أيضا تقدم موازٍ في أساليب حل النزاعات والأزمات. وهناك درجات علمية تعطي في هذا الفرع من العلوم السياسية والعلاقات الدولية، وتدريبات عديدة في العديد من الدول، لعل أبرزها سويسرا التي لها باع طويل في هذا الأمر. المشكلة أن كل هذه الآليات غير مطروحة على طاولة النزاعات العربية المسلحة، سواء من الأنظمة أو القوى المعارضة لها.
إن كان من مصلحة القوى المناهضة للديمقراطية في العراق أن تؤجج الصراعات والنزاعات المسلحة، فليس من مصلحة القوى الثورية والمطالبة بالديمقراطية غض الطرف عن هذه الآليات. والأمر ليس معقودا دائما برغبات القوى الكبرى وخاصة الولايات المتحدة. فدائما ما كان هناك تيار عراقي من الصقور يسعى للصدام والاستفادة من الصراعات ، وتيار آخر يرفض ذلك ويفضل أساليب التفاهم والتعاون الاقتصادي لتأمين المصالح، والعلاقة تتأرجح بين هذا وذاك.
هناك عدم توازن عسكري بين الدول التي تعبث بالعراق حاليا، وعلى رأسها أمريكا وبعض الدول العربية الأخرى، وبين القوى المعارضة على اختلاف مشاربها. لذلك، من المهم جدا طرح آليات فض النزاع كجزء من الحل. ولا يوجد أي ضمان لنجاح آلية التفاوض المباشر أو المساعي الحميدة أو الوساطة.. إلخ، وذلك لأن تسوية النزاعات العراقي أقرب لعملية تحكيم رضائي يتم بين القوى المتكافئة في القوة، وأحيانا المتكافئة في الضعف. لكن هناك فارقا كبيرا بين وضع الدول المستثمرة في الدم العراقي في موضع الرافض لتسويات سياسية وعسكرية، وبين أن يتم تركها تعيث فسادا على أمل أن تأتي معجزة من السماء لإيقافها؛ لأن النجاح في بعض المعارك الجزئية، ومنها معركة تقديم آليات فض النزاع والإصرار عليها، قد يفضي إلى النجاح الكامل في وقف عجلة هذه الحروب، أو على الأقل التخفيف من توابعها الكارثية على البشر والحجر.
الداعش السياسي ،والملتحف احيانا بالدين ، وهو منه براء،كل من شجع ويشجع ويحمي الفساد والفاسدين ،ويديم الفقر والجهل والمرض والامية ، وينافس الفقير وذوي الدخل المحدود والكادحين على لقمة عيشهم
https://telegram.me/buratha