المقالات

التظاهرات والدولة العميقة وصولجان الفساد..!

1513 2018-07-21

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

هل أن الأحداث التي جرت في البلاد، إبتداءا من أقتحام مجلس النواب عام 2016، وقيام ثلة من "المدنيين" المتحضرين، بتهشيم أثاثه وضرب النواب وإهانتهم، كان إيذانا بهدم العملية السياسية، وهل أن ما يجري هذه الأيام، من مظاهرات وأحتجاجات، هو إمتداد لتلك الأحداث، ما يشكل توظئة لهدم الدولة العراقية؟!

 يبدو أن الهدف هو هذا، فالدولة العراقية بنسختها الحالية؛ توشك على الإنهيار، أو هي قد إنهارت فعلا، ولكن إعلان ذلك قد جرى تأجيله، أو أن أحدا ما لم يتجرأ، أو يتحمل مسؤولية القيام بهذه المهمة.

الحديث عن إنهيار الدولة ليس أمر بدعا، يُقصد منه نسج الكلام المضاد للدولة، بل بالعكس هو كلام حقيقي، مبني على معطيات واقعية.

تنهارالدول بفعل عوامل داخلية، أو بفعل مؤثر خارجي كالإحتلال مثلا، أو إبتلاع دولة لدولة أخرى وضمها اليها ، والعاملان موجودان في الحالة العراقية..فالدولة الحالية التي قامت على أنقاض دولة فككها الإحتلال، ومن المعلوم أن الدولة السابقة، بنيت على أسس غير صحيحة، فحملت بهذه الأسس عوامل إنهيار الدولة الجديدة، من أوائل لحظات التأسيس الجديد.

أول تلك العوامل؛ هو إتساع حجم المسكوت عنه، بسبب البنية السياسية المريضة، التي أدت الى  حجم الفساد الهائل، الذي ينخر جسد الدولة العراقية، كما نخر الجرذ سد مأرب؛ فأنهار وأنهارت معه دولة سبأ.

 جرذان الفساد تسيدوا الدولة العراقية الحالية، وشكلوا ما بات يعرف بالدولة العميقة، التي أصبح بيدها كل شيء، أرضنا، أموالنا، مصائرنا، ومستقبلنا، ومستقبل الأجيال التي ستأتي بعدنا، وتشيعنا الى قبورنا باللعنات!

في هذا المقام، فإنه إذا كان اليقين هو القاعدة، والشك هو الإستثناء، فإن الفساد بات هو العنوان الرئيس لعمل الدولة، وهو القاعدة والنزاهة هي الأستثناء، ساهم في شيوع الفساد وتحوله الى حالة طبيعية، كثرة الحديث به، ولا محدودية الإتهامات، ومنها شعار "كلهم حرامية"، وبذلك فإن "كل" مسؤول عراقي، أو موظف في الدولة العراقية، إلا وبات في دائرة الشك بنزاهته!

عزز ذلك أن الدولة؛ أو بالأصح قياداتها؛ ونعني به بالتحديد رئاسة الوزراء، لم تقدم دليلا واحدا ؛على أنها تعمل على إيقاف مد الفساد المتعاظم، فلم تقدم لحد الآن مسؤولا "كبيرا" واحدا، من الذين بيدهم صولجان الفساد الى القضاء، وتعلن ذلك الى الشعب لتبريء ساحتها، بل بالعكس يجري دوما "طمطمة" القضايا،و"لملمة" حواشيها.

كلام قبل السلام: يقف وراء الإحجام عن الإقدام على إتخاذ خطوة كهذه، حقيقة أن جميع الساسة شركاء، في حفلة إلتهام الشعب العراقي الجريح، و"أسكت عني أسكت عنك"، وأدار معظمهم  ظهورهم الى الشعب نهائيا، ولبسوا جلودا ثخينة، لا تنفذ فيها سهام النقد، الذي بات غير ذي جدوى..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
حيدر : انا لله وانا اليه راجعون يعني منين نبدي هو انتو سامعين بشي اسمه نقابة معلمين او فد ...
الموضوع :
السوداني يستقبل وفد نقابة المعلمين ويشيد بدور الملاكات التربوية وجهودها في العملية التعليمية
Hussain Hamza : سبحان الله انقل السحر على الساحر!! لماذا تدعمون إسرائيل ضد العرب؟ وضد غزة؟ هل لكم الحق في ...
الموضوع :
ردا الى تصريحات ترامب :: الناتو : الدول الأعضاء متمسكة بمبدأ الدفاع عن بعضها البعض
علي عباس مراد : اني احد منتسبي الشرطة الاتحادية المفسوخ عقدة من جراء الاصابة بعبوة ناسفة والمرض ولم استلم اي تعويض ...
الموضوع :
دائرة شؤون المواطنين في الأمانة العامة لمجلس الوزراء تستقبل شكاوى المواطنين عبر موقعها الإلكتروني
فيسبوك