قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
الدين الإسلامي ليس مجموعة عبادات فقط، بل هو نظام متكامل لقيادة المجتمع، وهو أيضا ما يصطلح عليه المعاملات، ومن بينها شكل نظام الحكم!
لقد مرت علينا منذ أوئل التشكل الإسلامي أفكار شتى، معظمها أندرس وبقيت منها فقط، إشارات في بطون كتب التواريخ، وتشترك معظم تلك الأفكار، بأنها تتمحور حول إيجاد طريقة ما، للتخلص من الالتزامات الشرعية؛ التي تفرضها المعاملات!
ذلك لأن من بين ما تفرضه المعاملات، شراكة حقيقية في الثروات، فعلى المسلم أن يخضع أمواله لنظام الزكاة، وهو نظام متكامل للتكافل الاجتماعي، ناهيك عن نظام الخمس، الذي يربط المسلم بمنظومة قيمية، تحدد دوره كفرد وكجماعة، في بناء الدولة العادلة.
إن تلك الأفكار التي أريد لها أن تندرس؛ كانت تعمل بطرق فقهية على تفسير النصوص، وفقا للأهواء التي تحكمها المصالح.
الإسلام يقول أن الناس شركاء في ثلاثة، النار والماء والكلأ، وهي مصادر الثروة ليومنا هذا، والنار تعني في عرف اليوم (الطاقة)، والماء هو مصدر الزراعة والنماء، والكلأ أي المرعى؛ يمكن أن يفسر على أنه الثروة الوطنية، إحياء الأرض الموات، والتعدين باستخراج ما بجوف الأرض، من نفط وفوسفات ومعادن!
الإسلام يدعو الى شراكة حقيقية في مصادر الثروة؛ أي في رأس المال وليس في الدخل، ولأن ذلك لا يروق لأصحاب الأموال، واللصوص وسراق المال العام، برزت تلك الأفكار، التي تمردت على منظومة العلاقات الاقتصادية المحكمة، التي جاء بها الإسلام.
أن تطبيقا حقيقيا متكاملا لم يحصل ،إلا في فترات متقطعة ومنقطعة من تاريخنا الإسلامي، أبرزها فترة السنوات الأربع، التي حكم فيها أمير المؤمنين علي عليه السلام، إلا أنها تبقى فترات في ذاكرة الأمة، ونبراسا لمن يريد مقايسة الوضع الصحيح بالوضع السيئ.
ليس من باب الإقحام، حينما نقول أن هذا الواقع ليست وليد اليوم، فهي ممارسة لم تخبو لحظة واحدة من لحظات التاريخ، فقد كانت موجودة في إيلاف قريش، برحلة الشتاء والصيف، وموجودة بالقناطير المقنطرة من الذهب والفضة، التي وجدت عند "الصحابي" الذي ولي أمر البحرين، وكان قد ذهب اليها حافيا، وهي موجودة أيام كل الملوك الخلفاء، الذين تولوا الحكم بعد أبن أبي طالب عليه السلام، وستبقى موجودة أبدا، مادام هناك من يسعى لاقتناص اللقمة من فم فقير..
كلام قبل السلام: في عراق اليوم؛ ساسة يلبسون لبوس الإسلام، ويدعون الإنتماء الى منظومتيه الفكرية والعقائدية بكل تفاصيلها، يمارسون ما مارسه الصحابي إياه، ولكن بمئآت الأضعاف من الممارسات اللاأخلاقية!
سلام..
https://telegram.me/buratha