قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
في كل حين ومحفل له عنوان سياسي، يتصدر المشهد أفراد ومجموعات يشار اليهم على أنهم خبراء سياسيين..ولأنهم أرتدوا مسوحا خاصة، وركبوا على وجوههم أقنعة تتناسب مع هذا الوصف، ترانا ننزع تلقائيا الى القبول بالتوصيف دون أن حاجة للتحقق من صحته، وهي حالة تشبه الى حد بعيد تصورنا أن كل من يلبس عمامة رجل دين..!
الجماعة المتصدرين في الصفوف الأولى من حفل سياسي خبراء إذن..! لكنهم خبراء لم يتثبت أحد من خبرتهم؟ ومن هم، وبمَ هم خبراء ؟ وخبراء بالنسبة لمن؟ وبمعيار من؟ وما هو ميزان خبرتهم ووزنهم مع أقرانهم؟!..بل وتكتشف أن معظم هؤلاء الخبراء، لم يتحصلوا على أي من العلوم أو الخبرات!!..
وليست المشكلة تنحصر في الذين يطلق عليهم خبراء سياسيين، ففي ميدان السياسة تجد محترفها عندما يتحدث ،لا يتحدث أبداً بلغة ومفردات السياسة والسياسيين!
ثمة مشكلة إذن، والمشكلة تكمن في العقلية السائدة التي تنحي الكفاءات الحقيقية وتطردها، لصالح تقديم الرداءة بكل قيمتها وقيمها..
المشكلة تولد مشكلة..!
فالخبراء الحقيقيون، تضمر عقولهم نتيجة لتغلب الصفات السيئة على الصفات الحسنة، وهي مثلها مثل العملة الرديئة التي تطرد العملة الجيدة من السوق. ربما لأن أصواتهم معطوبة،.أو ربما للمصالح دور في تدجينهم وتسفيه ما يحملون من العلوم، أو لأن حاجاتهم تطحنهم فيستسلمون مضطرين..
وإلا ما الذي يدفع ـ مثلاـ أستاذا جامعيا مرموقا، أن يتبنى مواقف وأفعال وإنفعالات مشتغلين في حقل السياسة، لا يتوفرون على الحد الأدنى من المعارف السياسية؟ وما الذي أرضخ مفكرا وكاتبا له موقفه الفكري والعقيدي حتى أن يخاطب أمي بالأستاذية؟
إنها أزمة التصور السائد الذي تتم رؤية الأحداث والنتائج من خلاله، وتعلمون أن لا أحد يجرأ على أن يقول في حضرة رجل دين سعودي أن الخالق الكريم ليس فوق فقط، لأن السائد لدى رجل الدين هذا هو أن الأرض مسطحة، وأن "السلف الصالح" لم يقولوا بغير هذا، وأن شراح العقيدة كانوا يتحدثون أن الله فوق على اعتبار أن الأرض مسطحة...
والحقيقة أن معظم الساسة العراقيين لديهم تصورهم السائد، يفسرون من خلاله الأحداث بشكل طفولي (هذا وصف وليس شتيمة) ،حتى أنك تجد خبيرهم السياسي يتضاءل عقله بشكل مريع تحت وطأة مجاراة التصور السائد، وانظر إلى البرامج السياسية لمعظم الأحزاب والقوى السياسية، وأسلوب تناولها للمشكلات التي نواجهها، فما نجد إلا هراءا إنشائيا معادا مستنسخا بعضه عن بعض..ونقف في حيرة من أمرن متسائلين، إذا كان الذي تقوله القوى السياسية متطابق الى حد الإستنساخ بعضه عن بعض، فلِم هم مختلفينَ..!
كلام قبل السلام: إذا كنا نرغب فى نتائج مختلفة، فعلينا أن نصنع شيئاً مختلفاً...
سلام...
https://telegram.me/buratha