قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
قبل الشروع بالكتابة تحت هذا العنوان، لابد من تقرير حقيقة مهمة، وهي أن ما سيكتب هنا، ليس ردة فعل متسرعة على نتيجة الأنتخابات، التي يراها بعضهم أنها جائت مخيبة للآمال، فيما يراها بعضنا الآخر، نتيجة صحيحة لأداء القوى السياسية الإسلامية؛ في الفترة التي سبقتها..
ثمة سلسلة طويلة من الآراء؛ التي أشبعت بحثا وكتابة لحد الملل، طيلة الأشهر السابقة، وكان يفترض أن تحظى تلك الآراء؛ بإهتمام القوى السياسية الإسلامية ذاتها، ليس لأهميتها فحسب؛ بل لأن ما قيل كان يدق نواقيس الخطر، لكن يبدو أن في الأذان وقر!
المصلحة الوطنية للعراق؛ هي مجموع مصالح العراقيين، والتي يجب أن تعلو على جميع المصالح، وبضمنها مصالح القوى السياسية الإسلامية، والمصالح الشخصية للساسة الإسلاميين، وبضمنها مصالح قياداتهم، وكان يتعين عليها أن لا تلعب على أحصنة خاسرة، لكن كلام ذوي النوايا الحسنة لم يُسمع، وذهبت الكلام صيحات أدراج الرياح، كأنها صيحات غرثان في كثبان رمال..!
سيظهر صوت من هنا، وآخر مخنوق من هناك يقولون؛ أن نتيجة الأنتخابات كانت مقررة سلفا، وسيلقون بتبعة ذلك على اللاعب الدولي، عملا بنظرية المؤامرة، التي أعتدناها لأربعة عقود من الزمن، نلقي عليها تبعات إخفاقاتنا الذاتية، وعيوبنا المؤسسية؛ ألتي تقف وراء كل تراجع، في أي إستحقاق مفصلي في مسيرتنا، التي بقيت ظافرة ليس بسبب نجاح ساستنا، بل بفضل دماء شهدائنا وتضحيات المضحين منا، وبفضل النفس الجهادي الذي ما غاب فينا لحظة واحدة..
النتيجة المرة؛ هي انه وبعد خمسة عشر عاما، من زوال نظام القيح الصدامي، نستذكر لحظة عودة الإسلاميين المدوية من المهجر الى حياض الوطن، تتلف حولهم ملايين شعبنا، متعلقة بثيابهم كما يتعلق الحاج بأستار الكعبة، آملا أن يبنوا دولة تنصفه وتحفظ له كرامته، يعيش فيها بحد أدنى، من متطلبات العيش الكريم الأنسانية.
لكنهم وبسرعة عجيبة، ينكفئون على ذواتهم، باحثين عن فرصهم لا عن فرصة لشعبنا، ليبدأوا معه مسلسل خذلانه الذي حصدوه في نهاية المطاف، تراجعا في وجودهم الشعبي والسياسي، وفي مخرجات المسار الجهادي الإيماني؛ الذي يفترض أنهم أعتنقوه, بإيمان قوي لا يُحاد عنه.
لقد كان ساسة الصفوف الأولى الإسلاميين؛ مدفوعين بتضخيم الذات وتفخيمها، وتخلوا عن قدر كبير، من واجباتهم ومسؤولياتهم، تجاه وجود قواهم السياسية ذاتها، كتنظيمات جهادية قيض لها أن تدوم حاملة الراية، الى أن تتحقق أهداف بناء دولة العدل الألهي، التي يفترض أنهم رأس نفيضة بنائها.
هذا الهدف السامي العظيم، لم يكن في أولوياتهم، ولم يحصروا إهتماماتهم به، وأنشغلوا بالمغانم والمكاسب، مولين الفاشل الذي حصد في ألأنتخابات السابقة 200 صوت فقط، موقعا في مجلس النواب!
سينزع بعض الساسة الشيعة؛ الى إلقاء اللوم على المرجعية الدينية، تبريرا سقيما لأخطاء هم طرف فيها، أو يحاولون خلع ثياب مسؤولية الخطأ عن قياداتهم، التي أعتبروها مقدسة وخطوطا حمر، وسيرتكبون خطأ فادحا في هذا النزوع، وسيقاربون أثما كبير؛ا إن هم تحدثوا بذلك، لأنه لا يمكن تصور أن تعمل المرجعية من أجلهم وحدهم!
كلام قبل السلام: سيذهب بعضنا الى ألقاء اللوم على الشعب، وهذا عذر اقبح من ذنب، وسيكون من العار الثقيل.. التحدث بمثل هكذا حديث..
سلام..
https://telegram.me/buratha