خالد غانم الطائي
بعد ان يحقق الفرد انجازاً عقلائياً حلم بتحقيقه طويلاً وسعى جهده للوصول اليه وبذل مالديه حتى صار ماثلاً على ارض الواقع...فمن الطبيعي ان يشعر بالفرح والسرور والابتهاج وله الحق ان يعبر عن فرحه..
لكن العبد بمقتضى عبوديته لخالقه-تبارك اسمه-رُسمت له الأطر لسلوكه وفق ما أراده مولاه ليجسد بذلك العبودية والطاعة عملياً...فبعد ان ينهي الطالب و(الطالبة)سنوات الدراسة في الجامعات(والمعاهد الفنية)متنقلاً ومتدرجاً في مراحلها وبعد ان شمله لطف الله وعنايته ومؤازرة وتشجيع ومساعدة عائلته وذويه حتى وقف على عتبة التخرج ويكون مستحقاً وحاملاً للشهادة التي تؤهله لخدمة وطنه ومجتمعه وبناء نفسه ويكون فرداً منتجاً وفاعلاً ومؤثراً في الرقي والرفعة والتطور والازدهار وهذا جدير بالاحتفاء والابتهاج وشكر المُنعم والمُتفضل بالخيرات والآلاء والنعم تارة بالقول كـ(الحمد لله على توفيقه) وتارة بالعمل مثل(اداء صلاة الشكر أو التصدق على الفقراء او عمل وليمة لوجه الله تعالى)..
لكن الشعور بالفرح لايعطي المبررات لمعصية الله-تعالى-والتلوث بأوحال الذنوب والخطايا بل لابد بالاعتراف بفضل الله..بعد ان سلك الطالب السبل وبذل جهده لنيل العلم وحمل شهادة التخرج.
ومانقله لي-أحد الثقات- عن الكثير من حفلات التخرج يندى لها الجبين حياءً لتعارضه وتقاطعه مع الشرع المقدس والعرف الاجتماعي المحافظ ومنظومة الاخلاق السامية النابعة من الارث الخلقي النبيل كوننا مسلمين أولا ومجتمع ملتزم بالقيم والضوابط الأصيلة التي من خلالها الحفاظ على بنية مجتمعنا(الشرقي) ولعل الغزو الثقافي بوسائله كافة (حصة الاسد) في ذلك والذي يهدف الى مسخ وتذويب الهوية الاسلامية ثم يأتي دور أولياء الأمور للطلبة الذين يتوجب عليهم إرساء وتوطيد القيم الدينية في نفوسهم وحثهم وتشجيعهم على التمسك بهويتهم الاسلامية العريقة وبعد ذلك يأتي دور الاساتذة الجامعيين في إطار السياق نفسه على اعتبار ان الاستاذ هو الاستاذ هو الأب الروحي للطالب(يكاد المعلم ان يكون رسولاً) وكما ورد عن رسول الله الاقدس (صلى الله عليه وآله)قوله(الدال على الخير كفاعله)..ومن السلبيات التي نقلت إلي:
1:الاختلاط بين الجنسين والمصافحة بينهم والغزل المحرم وتبادل العناوين(الالكترونية وغيرها) حتى يكونوا على اتصال بعد التخرج وهذا محرم.
2:الغناء والاستماع له والتجاهر بذلك والرقص وتبرج الطالبات ونبذهن للحجاب الشرعي وإظهار المفاتن واستعمالهن للعطور ومساحيق التجميل ووسائل الزينة المحرمة علاوة على لبس الملابس القصيرة والضيقة وانعدام الاحتشام امام وعند الاجنبي(غير المَحرَم)
3:حصول حالات التحرش الجنسي في قلب الحرم الجامعي!!
وماذا يُرتجى من جو ملوث بالميكروبات والنزغات والوساوس الشيطانية؟ وقد يصل الامر أحيانا الى الشجار بين العوائل المرافقة لتخرج أبنائها وبناتها.
4:تقليد الغرب(الكافر) بالملابس والحركات والحلاقة والألفاظ والعبارات والكلمات في حين ان الغرب لايُلقدنا في شيء فعلامَ هذه التبعية البغيضة المقيتة؟
6:التقاط الصور للحفل ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الاعلام فتكون معاول هدم للقيم الخلُقية الراقية.
أعاذنا الله من وساوس الشيطان وخدعه وحيله وإغرائه ومكائده وأباطيله وختامه مسك قوله-تبارك اسمه-(انه من عمل منكم سوءاً بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فأنه غفور رحيم) سورة الانعام الآية 54.
https://telegram.me/buratha