المقالات

ماذا وراء فرية إبعاد المجاهدين عن العمل السياسي؟!

1667 2018-07-09

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

بعد قصة الفصل بين الدين والسياسة، ذلك الفصل البايخ الذي لا يقبله منطق أو عقل، والذي كانت أهدافه واضحة جدا، تتمثل بفصل الدين عن المجتمع، وليس فصل الدين عن الدولة كما هو معلن، بتنا نسمع بمن يتحدث عن فصل الجهاد عن السياسة!

المجاهد له ميدان والسياسي له ميدان؛ لا اعرف حقا من وضع هذه الشبهة؛ ومن روج لها؛ وعلى ماذا استند؛ وباي منطق يُطرح هكذا طرح؛ وفِي أماكن متعددة ومناسبات مختلفة؟!

أطراف سياسية عراقية عدة، باتت تطرح ، حتى ظن بعض الشباب، ان هذا الفرز والعزل من وجهات النظر الصحيحة، الهدف من هذا الطرح الخطير، هو تكوين طبقتين او عدة طبقات، تميل للبرجوازية والاستعلاء؛ تقابلها طبقة المستعدين الى الموت، من أجل أن يحيا أولئك!

لعمري انه لوهم كبير؛ ان تقسم الحالة الواحدة المتلازمة، وتشطر الى عدة حالات، ويعزل هذا عن ذاك، بطريقة غريبة توحي بوجود شيئين مختلفين، رغم ان المفهوم الاسلامي الواضح، لا يتحدث عن سياسي او مجاهد، وانما يتحدث عن تكليف ومكلف، والتكليف يحدده نوع الظرف المكاني والزماني؛ مع إمكانية المكلف على اتيان الواجب المناط به؛ والا فلا ..

الخطورة تكمن؛ في بناء منظومة فكرية انتقائية مزاجية، تبيح هذا وتمنع ذاك، وتفتح بابا وتغلق اخر، وفي الاقصاء لمباني عقائدية واضحة، و تبني آراء هجينة تشبه لحد كبير، توجهات أمريكا الرافضة المعارضة، لوجود المجاهدين في العمل السياسي .

الذين يفكرون بهذه الطريقة الأنتقائية، يريدون من المجاهدين؛ أن يكونوا شهداء فقط وبأبخس الأثمان، متغافلين عن أن من يقدم نفسه شهيدا، لابد أن تكون له أهداف كبرى، تستحق أن يقدم نفسه من أجلها شهيدا، وطبعا ليس من بين تلك الأهداف، توفير بيئة آمنة لأصحاب الأبراج العاجية، كي يتحكموا بمستقبل أولاده!

الموضوع تعتريه مغالطة كبرى، فالمجاهد أو رجل الدين الذي يمتلك الإمكانات الذاتية، ويكون مستعدا لخوض العمل السياسي؛ من حقه دستوريا  أن يمارس ذلك، شأنه شأن بقية المواطنين، فضلا عن أننا لم نسمع يوما، ان مجاهدا لا يقرا ولا يكتب، قد زج نفسه في العمل السياسي.

لم نر أيضا من المجاهدين على كثرتهم، قد ترشح منهم عدد كبير للإنتخابت، حتى الجهات الحشداوية التي اندفعت للترشيح، سواء قوائم او حركات، دفعت شخصيات ناشطة ومدنية، او جهادية او سياسية سابقا، بمعنى يجود خليط ولم تسجل حالة العزل ابدا .

التخصص مطلوب في كل جوانب الحياة، لكن في قضية العمل السياسي، فإن الموضوع مختلف جدا، فالعمل الياسي نشاط إنساني، شأنه شأن باقي النشاطات، وهو واحد من أقدم الإهتمامات البشرية، ومارسه الأنبياء والمصلحين على مدى التاريخ، ولا يمكن حصره بفئة معينة من البشر، وهو الى جانب ذلك "حق" إنساني طبيعي لا يقبل النزاع.

كلام قبل السلام: في هذا الصدد، نجد أن الذين قدموا دمائهم، أو كانوا مستعدين لتقديمها دوما من أجل الوطن، هم الأقدر على تعاطي العمل السياسي، نظرا لعمق إندكاكهم بالهم الوطني..!

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك