جاسم الصافي Alsafe_71@yahoo.com
الثقافة الشعبية أو ألشفاهية أو ثقافة المحكات،هي تلك اللغة الوسطية الملغمة بالحكايات والإشارات والأمثال والأشعار الشعبية المساعدة في عملية التوصيل كونها اقرب للفهم أو هي فهما متداول سهل وهذا ما جعل تلك الثقافة لها احتدام اجتماعي وسياسي لكونها متناقل سهل بين الأفراد وبين صراعاتهم .
وقد برز الشعر قديما وحديثا كونه اللغة المختزلة والأسهل في الحفظ والتداول وفي عصرنا هذا نجد أن اللغة الشعبية تحمل ليون ونمو سريع لهذا فهي تلقى رواجا اكبر من غيرها من الوسائل المتقدمة والمتطورة ، كون اللغة الشعبية تجد فيها التجدد والاختزال في معطيات مع الواقع وخصوصا أنها تنحصر في نشاطها بين أضلاع المثلث المحرم ( السياسة ، الدين ، الجنس ) فهو يطرح في الوسائل الآخرة بطريقة متعالية على المتلقي أو ملغمة بالألغاز وكون العقل الشرقي متستر على دواخله دوما ( ازدواجي ) أي يظهر خلاف ما يبطن والعكس صحيح ، فهو يميل لإبقاء هذه الوسيلة حية حتى يومنا هذا كما أن السياسة كانت ولا تزال دائما لصيقة بتلك الثقافة والأصح هي المحتكر والراعي الوحيد لها لهذا كانت المؤثر والمتأثر الأكثر فيها وبها ، مما نجدها متغيرة ومتحولة في النقد والمدح معا الى درجة أن كثير من مفرداتها انقرض فهي تحتاج الى التجدد أو هي في وجودها مجاورة ومغازلة للغة السياسي ، ومع هذا أخذت هذه اللغة لنفسه طابع معرفي منزوي يبتعد بعض الشيء عن السياسة لتبقى في حيويتها مروية على اللسن ، ولا ننس أن التطور اللغوي الشعبي أستمد بنيته من تطور المعلوماتية الالكترونية ( السمعي والمرائي ) مما شكل له بنية ثقافية مزدوجة مع تعدد ألأنماط الثقافية القادمة والمتراكبة الى داخلها ، لتكون بذلك ثقافة سلعية تعتمد في وجودها على الغلبة التسويقية كما هو حاصل من تسابق في قنواتنا الفضائية الساعية لجر المتلقي للمشاهدة وكذلك المنتديات الشعرية التابعة لجهات سياسية، ويشهد على قولنا ( أبو كاطع ) للحزب الشيوعي قديما ( وشعر القادسية ) زمن البعث، والشعر الاسلاموي هذه الأيام، وهو ما شكل تعدد نوعي في لغتنا الشعبية عند الأفراد تناسبت مع أذواقهم وتمايزهم الطبقية والأخلاقية ، فالمنتج الثقافي ما عاد يعتمد على المثقف أو السياسي فقط بل صار بمقدور إي مبتذل أو تافه أن يصنع ثقافة وقرار ينافس به الثقافة العلية للمجتمع وهو الخطر الكبير الذي نواجهه اليوم كما تفعل قناة (البلنكو ) إذ ما عادت هناك خصوصية ثقافية بل أصبحت الهوية مجرد تجويف اصطلاحي ملغم بالشكلانية ( الموضه ) أننا مع الأسف مجتمع نكسب ونفقد ثقافتنا بسرعة كما ( الاسفنجه ) وهو ما يهدد ذاتنا الإنسانية بالانفجار والتمرد على الواقع في أي وقت وهو استعداد يستجيب له شبابنا وأبنائنا اليوم ، إذا لا يوجد ثابت اعتقادي ، فكل اعتباراتنا الأخلاقية والعقائدية هي موضة يمكن تغيرها مما يوقع البعض في ارتداد من أو الى الداخل الثقافي إي الانفلات الأخلاقي أو التطرف الفكري
https://telegram.me/buratha