المقالات

متى ننزع القداسة عن الأفراد؟!

1630 2018-07-08

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

فيما يتعلق ببنية الحركات السياسية الإسلامية، نجد أنها تقاد غالبا؛ من أشخاص لهم صفة علمائية، بمعنى أنهم رجال دين، وبعض هذه الحركات تتحدث؛ عن أن القيادة فيها؛ تكليف من مرجع تقليد أو فقيه عالم، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة، هو هل يترتب على هذا التكليف أثر قداسي؟!

 الإجابة سهلة ونستلها بسهولة، من عهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب"ع" لمالك الأشتر، وسنتوصل بيسر الى أن التكاليف الشرعية عموما، والمرتبطة بالرئاسة والزعامة والحكم خصوصا، لا يترتب عليه أي أثر تشريفي، فما بالك بالقداسة؟!

وقائع مسيرة القوى السياسية الأسلامية، تشي بأنها تعاني من إنتفاخ القداسة في قياداتها؛ وتمظهر ذلك بصور متعددة من المظاهر، التي تتمتع بها جماعات الصفوف الأولى منها، وتبدت هذه المظاهر؛ بشكل أشد وضوحا وتأثيرا، بعد عام 2003، عندما انتقلت تلك القوى؛ من المعارضة بأشكالها المختلفة الى العمل السياسي، وهي إنتقالة كبرى كان لها تداعياتها ونتائجها، ليس على صعيد البناء الداخلي لتلك القوى، بل على صعيد التصدي لمهام الدولة، الذي نجحت فيه حينا؛ وفشلت في أحيان كثيرة!

نجاح معظمها الأكبر، كان في بناء وجودات شخصية لها، تمسكت بها بقوة، ووضعت حولها خطوطا حمراء، وخنادق عميقة وسواتر عالية يصعب إختراقها، ما حولها الى عبيء كبير؛ على تلك القوى ومستقبلها وتاريخها.

الحقيقة التي يجب أن نتعاطى معها بشفافية، هي أنه قد تشكل لدينا "مجتمع خاص"، من وزراء ونواب ورجال دولة كبار، وبموازاته قوى اقتصادية واجتماعية تخدمهم، على هوامش المجتمع السياسي الرسمي، وبات هؤلاء قوة متحكمة؛ منحت نفسها العصمة والقداسة، على حساب تاريخ الحركات الأسلامية وجهادها، ودماء رجالها وتضحياتهم.

طيلة الـ 15 عاما المنصرمة، لم توفر الحياة السياسية التقليدية داخل تلك القوى، بناء آليات لوقف هؤلاء سياسيا ومساءلتهم قانونيا، ومازالت القوى السياسية الإسلامية؛ تعتمد على نفس العدة والعتاد.

لقد طال أمد وجود هذه الجماعات التي نضب معينها، ولم تعد قادرة على أن تقدم شيئا جديدا، والشارع السياسي الإسلامي؛ يحسب الأيام والساعات؛ منتظرا حصول تغيير يحدث حالة من التوازن، ويقلل من فرص الذهاب نحو حالة من اللاهدف، مائعة بين المشاركة الفقيرة، والإنشغال بتحصيل المكاسب الفردية فحسب.

إن أسلوب الهبات والنخوة؛ وإستنهاض الهمم فات أوانه، وربما معركتنا مع الدواعش الأشرار، هي آخر محطات هذا النوع من العمل الجماهيري، لأن الخطر كان واسعا وخطيرا، ويستهدف وجود الشعب برمته، فضلا عن أن الإستنهاض، كان بيد المرجعية الدينية العليا، ودعم لا محدود من الجمهورية الإسلامية، التي تنكر كثير من الساسة لدورها الفاضل.

مثل هذه الفرصة لن تتوفر مجددا، والأمر إذاَ يتطلب مواجهة شجاعة للمستقبل، ويتعين نزع حصانة الأفراد، وما أحاطوا أنفسهم به من قداسة مزعومة.

نحن مقبلون على إستحقاقات كبرى، إستحقاقات تختلف عن ما جرى؛ خلال الـ15 عاما المنصرمة، ونحن داخلون على عجل؛ الى مرحلة جديدة من تاريخ العراق، وهو تاريخ يجب أن يكون فيه للقوى الإسلامية الدور الأبرز،لكن ما في جعبتنا من أدوات صدئة، لا تصلح أن تؤدي حتى أدوار الكومبارس، ومن المعيب أن نواجه المستقبل بهكذا وجودات فارغة من محتوى مفيد.

كلام قبل السلام: هنا ستكمن عناوين الجدل والتفاعل، الذي سوف يحدد مستقبل  العراق خلال السنوات القادمة.

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك