قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
خطبة المرجعية في الجمعة الفائتة، تضمنت حديثا مؤداه؛ أنها تخلت عن الشكوى من سوء الأوضاع، أو الإشارة لهموم وقضايا المواطنين، بسبب أن أحاديثها وشكاواها،؛ لم تجد آذانا صاغية.
هذه الخطبة ليست بحاجة الى مفسرين جهابذة، فهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وهي تقول أن القائمين على أمور العراق؛ في آذانهم وقرأ، وأنهم سكوا أسماعهم عامدين متعمدين؛ ليس فقط عن سماع شكاوى أبناء الشعب؛ أو الأهتمام بشؤونهم، بل هم يرفضون الأستماع الى نصائح المرجعية وما تقول، على الرغم من أن دور المرجعية الدينية، مشار اليه بوضوح في الدستور..
ماذا يعني أن لا يستمع من يجب عليه الأستماع؟! ماذا يعني أن لا يبالي المسؤول الأول في البلاد؛ بشكاوى المرجعية؟ وبالقلم العريض؛ ألا يشكل هذا الوضع الأستخفافي، إنتهاكا دستوريا فجا؟! ألا يُعدُ هذا الحال موقفا لا أخلاقيا؟! ألا يفسر بأنه إستهانة سمجة لا يلبس عليها ثوب؟!
ثم من يكون هذا المسؤول إزاء المرجعية الدينية، حتى لا يستمع اليها والى شكاواها ونصائحها؟
التفسير المنطقي لهذه الأشارة الواضحة من المرجعية، أن لا مكان في مستقبل العراق، لهذا الذي لا يصغي لصوت المرجعية، وأذا أراد أن يحافظ على ما تبقى من كرامته، فإن عليه الإنسحاب بهدوء، وليرحل الى حيث أتى في 2003، لأن وجوده أصبح عبئا على العراقيين ومستقبلهم، وأن من لا يصغي الى نصائح المرجعية، يعني أنه لا يقر بدورها الأبوي، ومن لا يقر بهذا الدور، فإنه عاق بأقل توصيف..
ما تقوله المرجعية ليس مزحة، أو كلام يلقى على عواهنه، بل هو كلام مدروس جيدا، وموجه بإتجاه معروف لا يقبل إعادة التوجيه، أو إلقاء تبعاته على غير المقصود..المقصود معروف ومشخص تماما، ولم تعد المناورة تنفعه مهما فعل، ومن الأفضل له أن يمضي بقية عمره في ما يصلح به شأنه، عله يجد لنفسه مكانا بين الصالحين.
القضية كبيرة، وتجاهلها يعقد موقف المعني بإشارة المرجعية الواضحة، وفقدانه لموقعه في خارطة مستقبلنا بات أمرا حتميا، وعلى القادة السياسيين، الذين يجرون مشاوراتهم خلف الأبواب المغلقة، أن لا يفتحوا له بابا قط، فالباب الوحيد الذي يجب أن يفتح له على مصراعيه، هو باب الـVIP في قاعة الشرف بمطار بغداد الدولي، برحلة الاعودة الى ديار الأوفياء المصغين للمرجعية!
كلام قبل السلام: عدم الأصغاء يعني طلمسة الذهن؛ وإلهائهُ عن الدراية الأنسانية والأجتماعية، وإشغالهُ بباطل بواح؛ يعرف الذين لا يصغون أنه باطل..
سلام..
https://telegram.me/buratha