قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
يتطرف كثير من المدونين؛ في نقدهم للعمل السياسي الحزبي، بيد أنهم لا يعون حقيقة؛ أن لا ديمقراطية بدون أحزاب، وأن لا سبيل لتداول سلمي للسلطة، إلا من خلال أن ينظم الناخبين أنفسهم؛ بشكل أو بآخر، وأن أحد أهم وسائل التنظيم هذه، هي اللأحزاب السياسية، وأن تراوحت تسمياتها بين الحزب والتيار، أو الحركة أو المنظمة، أو أي أختراع آخر بديل عن أسم "حزب"، الذي يعده كثير من الأفراد والجماعات، رجس من عمل الشيطان فأجتنبوه!
يشترك في شيطنة العمل الحزبي أطراف عديدة، ويقف رجال الدين في طليعة تلك الأطراف، ومعهم سلسلة طويلة من المريدين والأتباع، منظمين أنفسهم في "حزب" حقيقي مضاد لللآحزبية، وهي مفارقة حقيقية تستدعي التأمل، على قاعدة "لا تأت بشيء أنت فاعله"!
الأطروحات التي يتداولها هذا الرهط، تكاد تحرم العمل الحزبي؛ تارة تلميحا وأخرى تصريحا، مرة من خلال إجتزاء النص المقدس، وتوظيفه بأتجاه عملية الشيطنة الدائبة..وحينما نبحث في أسباب هذا النشاط، المضاد لأي عملية تنظيم للجهد السياسي، سنكتشف أن هؤلاء يتحركون بدوافع شتى، بعض تلك الدوافع ذاتية، وبعضها الآخر موجهة بإحترافية عالية.
الدافع الذاتي هو أن هؤلاء؛ لا يحبون إلا أن يجدون أنفسهم، دائما في طليعة المجتمعات، بكل ما يوفره الجلوس في مقاعد الطليعة؛ من منافع وأمتيازات، ومن جاه أجتماعي وأموال سهلة.
يعزز هذه النتيجة الواقعية؛ أن رجل الدين الذي يهاجم العمل السياسي الحزبي، ويحرمه ويعمل على شيطنته؛ وتنفير الجماهير وخصوصا الشباب منه، من المشاركة بالعمل السياسي، عبر بوابة الأنضمام الى الأحزاب، لا يقصد الأحزاب العلمانية واليسارية وما تسمىى بالمدنية؛ بنشاطه المريب المحموم هذا، بل أن الأحزاب والقوى السياسية الأسلامية، تمثل هدفه الدائم، لأنها ضده النوعي كما يعتقد..!
الدافع الثاني؛ والذي أسميناه بالدافع الموجَه، وهو الأخطر في الموضوع؛ أن هناك خططا خبيثة تعمل على بناء منظومة سياسية بديلة، عن المنظومة القائمة، والتي عمادها الأحزاب والقوى الأسلامية القائمة، لذلك فإن المخططين الخبثاء، لم يجدوا أفضل من رجل دين يرتدي عمامة شيعية، والأفضل أن تكون عمامة سوداء، كتلك التي يرتديها أياد جمال الدين، السيد العلوي الهاشمي؛ أبن السيد العلوي الهاشمي!
القصة لم تقف عند هذا الحد، فلكي يؤكد رجل الدين المسلم الشيعي، كراهية العمل السياسي في الأوساط الحزبية الشيعية، عمد الى تقديم بديل حزبي "مدني" عن تلك الأحزاب!
آخرن من رجال الدين، ودائما بعمامة سوداء علوية، أنخرطوا في هذا السياق الى عمقه، نابذين كل الأرتباطات والخيوط؛ التي تشدهم الى العمامة التي يرتدونها، مشهرين إلحادهم بعلنية فجة، لكنهم بقوا يلبسون العمامة السوداء!
كلام قبل السلام: بقائهم يلبسون العمامة السوداء بكل رمزيتها؛ كما يفعل المخبول الملحد "السيد" أحمد القبانجي، يعني فيما يعني، أنه يمكن أن يكون "السيد" الشيعي ملحدا، وأن العمامة سوداء كانت أم بيضاء، ليست علامة من علامات الأنتساب، الى المسلك الديني المتدين، بل هي لا تعدو أن تكون إلا قبعة..!
سلام..
https://telegram.me/buratha