المقالات

مالذي حدث..ما الذي سيحدث؟!

3496 2018-06-13

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

كنتيجة حتمية لعوامل شتى، بعضها أثرَ بشكل منفرد، وبعضها كان تأثيره متداخلا مع غيره من العوامل، تشهد الساحة السياسية إضطرابا شديدا، يفوق بقدر كبير ما هو متعارف عليه، في أوقات الإستحقاقات السياسية والإنتخابية، معظم هذه الإضطرابات؛ يمكن أن يمتد أثره الى عموم الساحة.

هنا في العراق؛ نحن لا نشبه الآخرين في تعاطينا السياسي، فهنا تتداخل الأدوات في الحراك السياسي؛ محولة إياه الى صراع شرس بكل الوسائل، وتتحرك مع الأدوات وقائع على الأرض، تكون في الأعم الاغلب، من جسم تلك الأداة أو هذه الوسيلة، وفي النهاية تجتمع الوقائع والأدوات، على هدف تتقاطع فيه مختلف الجبهات، مهما تعددت غاياتها، وعند ذاك يمكن وصف ما يحدث؛ على أنه"الحرب" بكل تفاصيلها..

ما يجري على الأرض من إضطراب سياسي، "حرب" لم تطلق الجهات المتحاربة نفير إنذارها، لكنها أكدت حضورها المعلن منه أو المخفي، لتتخذ أشكالاً ونماذج متباينة، ولتتعدد جبهاتها.

قد يكون وصفها بالحرب مثيراً لإعتراضات كثيرة، أما خوفا ورعبا من التسمية، أو بحكم أن عوامل هذا التوصيف، بشكله التقليدي لم تتوفر بالقدر الكافي.‏‏

لكن بالنتيجة وفي جوهرها هي "الحرب"، قبلنا بها أم اعترضنا عليها، إنها حرب تُحَرَكُ من الخارج؛ على مسارات تكاد تكون شاملة لكل الاحتمالات، وتعمل في الداخل بذات التعدد، وربما أحياناً تضيف عليه، ماهو غير متاح في الخارج.‏‏

أدوات هذه الحرب؛ اتخذت في الشكل التمويه في شعاراتها، وسيلة للتستر على المخفي من ممارساتها، وأتخذت مضامين فضفاضة، سعيا لتمرير ما تود تمريره، بعملية خلط دهائي متعمدة، وحاولت في جوهرها أن توقظ السعار؛ كل ما استطاعت، ولم تترك مساراً أو مجالاً، إلا ولعبت على حباله، محاولة تصديره على أنه أحد جوانب حل المعضلة.‏‏

عمليات الاصطفاف السياسي الجديدة، برزت تباعاً بشكل مثير، مبدلة في تراتبية حضورها، مبدية في كل مرحلة شكلاً مغايراً عما سبقها، حتى استوطنت بعض النماذج، التي دفعت نحو مسار محدد، كانت تخطط  له منذ عدة سنوات.‏‏

الفارق اليوم أن هذه النماذج الخطيرة، تخلت عن ورقة التوت الأخيرة التي تخفي غاياتها، لتعلن عن ذاتها  بصفاقة سياسية لا معهودة، والأمر ذاته ينسحب على الأدوات، التي بدت في كثير من الأحيان، مُحرَجَة في الإفصاح عن نفسها، لتعلن الآن ماهو خارج الحرج، بل ما هو غير مباح أو مسموح به.

إنها "حرب" أختير توقيتها بعناية فائقة، إذ تزامنت مع قرب إمحاء "داعش" من خارطةالوجود، والهدف هو تدمير تاريخ القوى السياسية الإسلامية، وسلب تلك القوى عناوينها المعروفة، ومنحها عناوين مدنية، كي تنسجم مع تطلعات "الترامبية" الخبيثة.

كلام قبل السلام: حين تتواجد في بيتك أعواد ثقاب، لا تنس شراء مطفأة الحريق..!

سلام..

                                                  

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك