قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com
ما إن يخفت خطاب التأزيم السياسي، إلا ويتصاعد مرة أخرى، الى مستويات أعلى من سابقاتها، ومن الأنصاف أن نذكر هنا، بأن الساسة يتصرفون على نحو أقل حدة من مريديهم، فساستنا يمارسون فيما بينهم، أقصى درجات ضبط النفس، لكنهم تركوا الحبل على ؛ لمريديهم ومحازبيهم ومحاسيبهم، ليصنعوا حلاوقة في قدر عتيق، يتحلق حولها الذباب الأليكتروني، الذي يقبل بالعمل بأبخس الأثمان، لأنه افضل على أية حال من البطالة,,!.
ما إن تفتح موقع التواصل الأجتماعي "الفيسبوك"، حتى تصدم بسيول من التعليقات الفجة، والشتائم الرخيصةـ والأتهامات لهذا الطرف أو ذاك؛ بالعمالة والخيانة..
آخر هذه الحملات او الحفلات، كان محورها رفع العلم الأيراني في أحد شوارع بغداد، في يوم القدس في الجمعة الفائتة، فقد أثار هذا العمل حفيظة كثيرين، وحظرت الكرامة والسيادة، والأمة العربية الواحدة ذات الرسالة الخالدة، وصوروه على أنه؛ إنتهاك صارخ للعراق وأمجاده، وأنه فعل يجب أن لاتقف الحكومة والقوى السياسية منه؛ موقفا اللامبالاة، لأنه مقدمة لإحتلال الفرس المجوس؛ للعراق حامي حمى الأمة العربية ، وحارس بوابتها الشرقية..
المدونين إياهم وفي حفلتهم؛ أسترجعوا القعقاع وسعد بن أبي وقاص، كما استرجعوا كسرى؛ وهزيمة رستم في قادسية العرب الأولى، وبعضهم إستحظر صدام وجبروته، وحربه ضد إيران كرما لعيون فريال!
لنسلم أن الحق كل الحق مع هؤلاء، لكننا نسألهم ماذا كان موقفكم، يوم كانت ترفع في بغداد رايات 22 بلدا "عربيا" بينها رايات جيبوتي وجزر القم،ر وأريتريا والصومال وتشاد، وهي دول ليست عربية؛ ولكن المال الخليجي والسعودي والصدامي، أرغمها على أن تصبح عربية، مع أن رؤسائها لايجيدون التحدث بالعربية، وقرأوا خطاباتهم في مؤتمر القمة العربية، الذي عقد في بغداد زمن الطاغية صدام باللغة الفرنسية!
العلم الإيراني رفع في تظاهرة يوم القدس، ضمن مجموعة أعلام دول محور المقاومة، سوريا ولبنان واليمن والعراق ،وفلسطين والجزائر والعراق طبعا، التي كانت جميعها تخفق في سماء بغداد؛ أضافة الى العلم الإيراني، لكن المعترضين المتباكين على سيادة العراق، لم يروا سوى العلم الأيراني، لأنه بالحقيقة أخافهم فعلا!
لقد شهدت ساحات الفيسوك؛ خلال اليومين الفائتين، مستوى من الشحن العدائي لا يلبس عليه رداء، وبعض المدونات أعادت إسطوانات التخوين والعمالة، مشفوعة بسيول من الشتائم والفاهات، وهو أسلوب في الخطاب الإعلامي يعتمد الوقاحة وقلة الأدب، التي إن مارسها سياسي، فإنها تخرجه من صفة السياسي، وتلحقه بصفة رداحي الحواري..
الردح بات السمة الغالبة مع الأسف، لعدد كبير من المتعطشين لرؤية أنفسهم، على الفضائيات أو في صفحات الجرائد، أو واجهات المواقع الالكترونية.
الردح ميزة ليست من الإعلام السياسي في شيء، السياسة جاءت من فعل "ساس"، ومضارعه " يسوس"، وهو فعل يدل على الرفق بالتعامل والهدوء، وطول الأناة والصبر على الأحداث ومواجهتها.
اليوم هذه الصفات مفقودة بشكل خطير، لدى من لا يستحقون أن نسيمهم ساسة، بل يستحقون أي أسم خلا هذا الاسم النبيل.
النبل أهم عناصر تشكيل شخصية الإعلامي السياسي، نبل الأخلاق نبل التصرفات، ونبل التصريحات أيضا، ه
كلام قبل السلام: "الردح" لن يؤدي إلا إلى؛ إتمام مشهد سقوط الإعلام في أعين العراقيين...ومعظمهم قد سقط، إلا من نأى بنفسه عن المشاركة في عرس الثعالب...!
سلام..!
https://telegram.me/buratha