المقالات

التحالف الوطني؛ بعد إنفراطه هل يمكن إعادة بناءه؟!

2266 2018-05-26

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

انفرط عقد التحالف الوطني قبل الأنتخابات، وبعد الأنتخابات ستواجه قضية إعادة بناءه، كممثل للمكون الأكبر، من مكونات الشعب العراقي؛ عقدا مستعصية متعددة، ما يجعل هذه المسيرة متعثرة الى حد كبير، وينعكس ذلك بشكل سلبي، على مجمل العملية السياسية.

بيد أن هذه العقد ليست ناجمة فقط، عن خلافات تكتيكية بينية، لأن مثل هكذا نظرة؛ تختصر المشكلات بمشكلة فرعية، سيكون من مؤداها منع التبصر بالمشكلات الأكبر، المتعلقة بفلسفة تشكل التحالف الوطني..

 إن التحالفات والإئتلافات؛ باتت ضرورات قصوى في العمل السياسي، إذ يستحيل على أي قوة سياسية، أن تقود نظام بلد لوحدها، ولا بد لها أن تتحالف مع القوى الأقرب لها، أو تلك التي لها مشتركات معها، للمضي قدما في إدارة الدولة، وتلك هي المقدمة الكبرى لموضوعة التحالف.

التحالف إو الإئتلاف، لا بد أن يحوز ثلاث عناصر كي يتشكل، العنصر الأول؛ هو الأحزاب والقوى والأفراد، المتقاربين سياسيا وجغرافيا وعرقيا، أو دينيا ومذهبيا، فيما يمثل العنصر الثاني؛ قضية أو رؤية مجمع عليها، يتبناها المندرجين في العنصر الأول، كأعضاء ملتزمين بتلك القضية، ويعملون بإخلاص ومثابرة على تحقيقها، فيما العنصر الثالث، هو خطط العمل المشتركة لتحقيق العنصر الثاني، وتلك هي المقدمة الصغرى لوجوب بناء تحالف، أي تحالف.

كيف يبنى التحالف إذن؟!

للإجابة يتم جمع المقدمتين الكبرى والصغرى، والخروج من الإطار النظري، ثم الشروع ببناء التحالف، وثمة مسارين للبناء!

الأول هو المسار المفتوح؛ حيث يعتقد معتنقي هذا المسار ،بأنه كلما تزايد عدد أعضاء التحالف، فإن ذلك يكسبه قوة ومنعة، ويرون أن قدرة التحالف، على التأثير في مآلات العمل السياسي تكبر، بما يملكه أعضاؤه من قدرات، ويرون أن وجود عدد أكبر من المشاركين، يعني مزيداً من الموارد والمهارات الفنية والخبرات، كي يستفيد منها، أي أن التحالف سيكون أكثر نجاحاً.

تستمد التحالفات التي تعتمد هذا المسار، قوتها في التأثير على صناع القرار، من تنوع الأعضاء بداخلها، وقدرتها على جذب مزيد منهم للانضمام إليها، واتساع دائرة أنصارها.

الثاني هو المسار "الأقل عدداً والأكثر فاعلية"، وأصحاب هذا المسار؛ يرون أن التحالفات يضمحل تأثيرها وفعلها، كلما تزايد عدد أعضائها، ويرون أيضا؛ أن تحالف من أعضاء أقل، بمشاركات أقوى وأعمق، هو أسهل في البناء والإدارة والحشد!

في كثير من الأحيان، إذا إنخفض عدد القوى المشاركة في التحالف، يرتفع احتمال تحقيق الاتفاق، على مجموعة أوسع من القضايا، كما أنه أكثر مرونة وفعالية، في التعامل مع الخصوم.

كلام قبل السلام: الحقيقة أن بناة التحالف الوطني الأساسيين، لم يختاروا أي من المسارين بشكل مؤكد، وإن كانوا ينزعون الى المسار الأول، وهو مسار يحتاج الى نمط من الرجال، ما متوفر لدينا منهم قليل جدا! 

سلام...

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك