المقالات

لماذا تم إحراق ميثاق الشرف الأنتخابي؟!

3613 2018-05-10

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

قبل وقت قصير من بدء الحملات الدعائية؛ للأنتخابات البرلمانية الحالية، وبدفع من أطراف طيبة النوايا، بعضها أممي وبعضها الآخر دولي، تداعت القوى السياسية لتوقيع ميثاق "شرف" أنتخابي، ضمته تعهدها بتنظيم حملات دعائية "نظيفة"، لا يشوبها التسقيط السياسي، لكنها جميعا وبلا أستثناء، أحرقت أوراق هذا الميثاق، حتى قبل أن تبدأ حملاتها الدعائية..فما أسباب ذلك؟!

 أحاول هنا أثبات حقيقة لا يمكن القفز فوقها، هي أنه وبعيدا عن الأستبداد بالرأي وثقافته، سنجد غالبا لأوجه الاختلاف منطقيتها ومسوغاتها، لكن ليس على طريقة إختلاف "أولاد الفيسبوك"..!

الأختلاف شأن إنساني بديهي، وأنه من مقتضيات التكوين البشري، بدءا من الفرد وإنتهاءا بالأممـ مرورا على كل موارد الأختلاف، من أديان وعقائد ومذاهب، وأفكار وفلسفات ورؤى..

 يكاد من المستحيل؛ تحقق وجود شخصين متفقين بنسبة تفوق النصف، وفي بحث العلماء والمختصين عن علل الإختلاف، ذهبوا مذاهب شتى، وتاسست مدارس فكرية كبرى، وخرج الفلاسفة والمنظرون علينا بنظريات، تحاول جميعها إيجاد تبريرات للإختلاف، بقراءة أسبابه ومسبباته ونتائجه، لكنها ما استطعت الوصول الى نتائج حاسمة...

غير أنها جميعا فشلت؛ بتقصى أسباب وخلفيات الاختلافات بين البشر، بأنواعها العقائدية والعقلية والثقافية، والنفسية والنفعية والذرائعية، وأدى البحث في الإختلاف، إلى الدخول في إختلافات جديدة، نتيجة التنازع على التوصيف والأولويات!.

أنحسرت بشدة ثقافة الحوار والاختلاف، ومنذ الربع الثالث من القرن الفائت، تقلُّصت ألوان الحوار المجتمعي، وفي السنوات الأخيرة؛ حلت محلها ثقافة الفيسبوك، المتسمة بفرض الآراء، معبرة عن ثقافة الصوت الواحد، واللون الواحد التي لا تقبل الاختلاف، وغابت الحوارات عن شتى المجالات السياسة أو الاقتصادية، أو الاجتماعية أو الثقافية، وحتى الأدبية منها.

ضعف ثقافة الحوار؛ وانعدامها في كثير من الأحيان، بائن ليس فقط في بنية الأنظمة الحاكمة، بل في بنية التوجهات والحركات والمنظمات السياسية، التي نتجت أساساً عن صراعات لا عن حوارات! وسرت عدوى ذلك بين الأفراد، الذين تحولوا إلى وقود للصراعات العرقية والطائفية، بعدما تحولوا الى صدى ووعاء، يتلقى التوجهات الفكرية والسياسية، التي تنتجها الأنظمة أو الحركات السياسية والفكرية القائمة، دون أي تفاعل معها أو تأثير فيها...

مع هذه النتيجة ثمة نتيجة أخرى، هي أن كثير من المتعارضين، ينزعون إلى سياقات الخيانة والمؤامرة، والبلادة والحماقة، والجمود والرجعية، لتعليل الإختلافات.

والنتيجة أنهم يرتكبون إثما وجريمة، بحق أنفسهم قبل غيرهم، لأن إشاعة ثقافة الأتهام، والتخوين والتأثيم للمخالفين، لن تؤدي إلا الى؛ مواقف مقابلة مشابهة أو أكثر تشددا..

هل يمكن أن نتوقع من غير الشريف المحافظة على الشرف؟!

كلام قبل السلام: علامة العيب، أن يفتش المرء عن عيوب الآخرين وينسى عيبه!

سلام...

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك