المقالات

عن ساسة طلعوا من شق الحائط!

2161 2018-05-07

قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com

    اتعاطف مع بعض المنخرطين في الحقل السياسي العراقي؛ على المستوي الإنساني والوجداني، إذ أن ثمة صلات إنسانية  تبلورت مع كثير منهم، بل بعضهم تصوروا أنهم باتوا أصدقاء لنا، نحن معشرالإعلاميين، نتيجة للتواصل الإعلامي معهم، لكني لا أكتمكم أن عددا مهما منهم، أرفضه على المستوي السياسي والوطني، ولست وحدي من يقف مثل هذا الموقف، بل يشاركني كثير من المشتغلين بالحقل الإعلامي، سيما أولئك المطلعين على خفايا الأمور، ويعرفون البئر وغطاءَه!

    هؤلاء يعرفون أنفسهم! وهم بالنهاية عراقيون يعيشون مأساة الحقيقة وعارها، وإن كانت تحيطهم مظاهر الجاه والثراء، وتحفهم آهاب المراكز التي يشغلونها، إن على صعيد الحكومة أو مؤسساتها، أو في المجالس التمثيلية.

    هم الآن؛ مثل أبطال روايات شكسبير التراجيدية، بنهاياتها التعيسة، فقد خسروا الى  الأبد أن يكونوا أناسا عاديين..معظمهم بلا حياة أسرية حقيقية، وكثير منهم خسر أسرته التي تركوها خارج العراق، هذا إذا كان من الذين غادروا العراق قبل 2003، بزعم المعارضة للنظام القائم آنذاك، أو الذين "غزوا" الساحة السياسية، من الذين طلعوا لنا من شق الحائط بعد 2003، فأرسل كثير منهم أسرهم، الى دبي وبيروت وعمان، وسائر عواصم أوربا، فيما هم بقوا هنا في بغداد، متدرعين بالمنطقة الخضراء يحصدون المكاسب!

    عدد مهم آخر منهم؛ تزوج الزوجة الثانية والثالثة ربما، وغالبا ما تكون هذه الزوجة، واحدة من جميلات مكاتبهم، اللائي يعرفن الصغيرة والكبيرة عنهم، جرائمهم ومكائدهم ومؤامراتهم، نصبهم وإحتيالهم، عمولاتهم ومصادر اموالهم، كذبهم ونفاقهم ودجلهم، سوء أخلاقهم، ولذلك هم رهائن بايادي زوجاتهم الثانيات أو الثالثات، هم أيضا رهائن لدى رجال حماياتهم، لنفس الأسباب التي جعلتهم رهائن تلك الزوجات..

    طبعا ثمة فارق بالسن، بين هؤلاء الرجال وبين زوجاتهم الجديدات، يتعدى 25 سنة في أقل الحالات؛ ولذلك فإن علاقة الزوجات إياهن، ورجال حماية السياسي إياه وثيقة جدا، لا سيما أن الزوج لا يمكنه مباشرة حاجات بيته بنفسه، والنتيجة معروفة تلميحا!

   إنهم بالحقيقة ايضا بلا أصدقاء حقيقيين، وأصدقائهم أمثالهم، ناس بلا عواطف أو قيم، تقودهم مصالحهم، وتحركهم أطماعهم، لذلك فإن محيطهم موبوء بأمراض العلاقات الإنتهازية، والمجاملات الزائفة التي تفتقر الى الحميمية، فضلا عن أن لهم وجوه من الصفيح، لا يعرفون بها صاحبا ولا صديق!

   هم أيضا بلا موقف إنساني، فلا يعرفون مثلا معنى اليُتم، أو العوز والفاقة، ولا معنى أن يكون الشاب خريج الكلية، عاطلا عن العمل منذ سبع سنوات..

   في الواقع؛ ورغم إمساكهم بالسلطة، إلا أنهم منكسرين مهزومين في دواخلهم، لكنني لا أشمت بهم، لأن الشماتة تليق بالعظيم الشامخ، لا على المنكسر المهزوم المكابر عن فراغ وخواء..ومنهم من ما يزال يكابر!

كلام قبل السلام/ سيسألني سائل: هل تعني أحدا بعينه؟! فأجيب بنعم مئات المرات، لأنها تنطبق على مئات الحالات، ومنها حالة بعينها..!

سلام.

 

 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك