قاسم العجرشqasim_200@yahoo.com
اتعاطف مع بعض المنخرطين في الحقل السياسي العراقي؛ على المستوي الإنساني والوجداني، إذ أن ثمة صلات إنسانية تبلورت مع كثير منهم، بل بعضهم تصوروا أنهم باتوا أصدقاء لنا، نحن معشرالإعلاميين، نتيجة للتواصل الإعلامي معهم، لكني لا أكتمكم أن عددا مهما منهم، أرفضه على المستوي السياسي والوطني، ولست وحدي من يقف مثل هذا الموقف، بل يشاركني كثير من المشتغلين بالحقل الإعلامي، سيما أولئك المطلعين على خفايا الأمور، ويعرفون البئر وغطاءَه!
هؤلاء يعرفون أنفسهم! وهم بالنهاية عراقيون يعيشون مأساة الحقيقة وعارها، وإن كانت تحيطهم مظاهر الجاه والثراء، وتحفهم آهاب المراكز التي يشغلونها، إن على صعيد الحكومة أو مؤسساتها، أو في المجالس التمثيلية.
هم الآن؛ مثل أبطال روايات شكسبير التراجيدية، بنهاياتها التعيسة، فقد خسروا الى الأبد أن يكونوا أناسا عاديين..معظمهم بلا حياة أسرية حقيقية، وكثير منهم خسر أسرته التي تركوها خارج العراق، هذا إذا كان من الذين غادروا العراق قبل 2003، بزعم المعارضة للنظام القائم آنذاك، أو الذين "غزوا" الساحة السياسية، من الذين طلعوا لنا من شق الحائط بعد 2003، فأرسل كثير منهم أسرهم، الى دبي وبيروت وعمان، وسائر عواصم أوربا، فيما هم بقوا هنا في بغداد، متدرعين بالمنطقة الخضراء يحصدون المكاسب!
عدد مهم آخر منهم؛ تزوج الزوجة الثانية والثالثة ربما، وغالبا ما تكون هذه الزوجة، واحدة من جميلات مكاتبهم، اللائي يعرفن الصغيرة والكبيرة عنهم، جرائمهم ومكائدهم ومؤامراتهم، نصبهم وإحتيالهم، عمولاتهم ومصادر اموالهم، كذبهم ونفاقهم ودجلهم، سوء أخلاقهم، ولذلك هم رهائن بايادي زوجاتهم الثانيات أو الثالثات، هم أيضا رهائن لدى رجال حماياتهم، لنفس الأسباب التي جعلتهم رهائن تلك الزوجات..
طبعا ثمة فارق بالسن، بين هؤلاء الرجال وبين زوجاتهم الجديدات، يتعدى 25 سنة في أقل الحالات؛ ولذلك فإن علاقة الزوجات إياهن، ورجال حماية السياسي إياه وثيقة جدا، لا سيما أن الزوج لا يمكنه مباشرة حاجات بيته بنفسه، والنتيجة معروفة تلميحا!
إنهم بالحقيقة ايضا بلا أصدقاء حقيقيين، وأصدقائهم أمثالهم، ناس بلا عواطف أو قيم، تقودهم مصالحهم، وتحركهم أطماعهم، لذلك فإن محيطهم موبوء بأمراض العلاقات الإنتهازية، والمجاملات الزائفة التي تفتقر الى الحميمية، فضلا عن أن لهم وجوه من الصفيح، لا يعرفون بها صاحبا ولا صديق!
هم أيضا بلا موقف إنساني، فلا يعرفون مثلا معنى اليُتم، أو العوز والفاقة، ولا معنى أن يكون الشاب خريج الكلية، عاطلا عن العمل منذ سبع سنوات..
في الواقع؛ ورغم إمساكهم بالسلطة، إلا أنهم منكسرين مهزومين في دواخلهم، لكنني لا أشمت بهم، لأن الشماتة تليق بالعظيم الشامخ، لا على المنكسر المهزوم المكابر عن فراغ وخواء..ومنهم من ما يزال يكابر!
كلام قبل السلام/ سيسألني سائل: هل تعني أحدا بعينه؟! فأجيب بنعم مئات المرات، لأنها تنطبق على مئات الحالات، ومنها حالة بعينها..!
سلام.
https://telegram.me/buratha