المقالات

عندما تحاربت المراعي مع كالة.. في العراق.

3546 2018-04-22

 

لا يمكن لعراقي أن يعفى, من الإفطار من منتجات شركة المراعي السعودية, أو شركة كالة الإيرانية, وهما شركتان مختصتان بمنتجات الحليب ومشتقاتها.. ويحتكران السوق العراقية تقريبا, مع منافسة خجولة لبضعة منتجات تركية, وأخرى وطنية لا تكاد تذكر. 

رغم أن كلا الشركتين, مملوكة للقطاع الخاص.. لكن التنافس بينها, لا يمكن أن ينظر إليه إلا ضمن إطار التسابق بين دولتيهما, لوضع اكبر موطئ قدم ممكن في المنطقة, وداخل العراق خصوصا, بإعتباره بلدا لازال هشا, ولكل منهما فيه ألف حساب وحساب. 

التنافس بين الدولتين, قد يبدوا لمن ينظر إليه بشكل سطحي, على أنه تنافس مذهبي فيه نزعة قومية, لكنه أبعد من ذلك وأعمق بكثير.. فإيران تريد حوائط للصد, ومواقع متقدمة تحارب فيها أعدائها, والسعودية تريد نفس الهدف, ويضاف له رغبتها, في إستعادة قوتها السابقة كقوة إقليمية مهمة جدا, لا يمكن تجاوزها, من قبل حليفها السابق في واشنطن وغيره. 

الحكم في أيران, بقي محافظا على خطه الثابت التقليدي, من خلال محاولة تصدير الثورة, كأفكار ومبادي, وتسويقها كنصير للمظلومين, وممثل رسمي للشيعة في العالم, والمدافع الأول عنهم, ونجحت في إثبات ذلك للعراقيين خصوصا, بوقوفهم معه خلال محنة داعش والإرهاب, ورسخ ذلك, تخاذل وفشل عربي بإعطاء موقف متقدم, كان يمكن أن ينقل العراق, إن لم يكن لساحتهم, فعلى الأقل يدفعه بعيدا عن أيران كما يتمنون. 

وصول محمد بن سلمان, لسدة الحكم في المملكة السعودية, بعدائه المعلن لإيران, رافقته مواقف متقدمة عن الطبقة الحاكمة التي سبقته, في التعامل مع الملف العراقي, بل وصار أقرب لأمريكا منه لأي ملك اخر بهذا الملف, بغض النظر عن ثمن ذلك.. وقام بخطوات تقاربية مع العراق وحكمه الجديد, في منهج يختلف تماما عن من سبقه, من حكام المملكة. 

تنافس أيران والسعودية, على الساحة العراقية وغيرها من دول المنطقة, تحكمه المصالح لهما ولمحورهما, ورغبتهما في تحقيق أكبر موطئ قدم ونفوذ, وأقوى تأثير ممكن على المواقف.. وهذا التسابق المحموم لن يتوقف قريبا, لأنه صار مرتبطا بمحاور إقليمية وعالمية, ترتبط بقضايا أخرى خارج المنطقة والإقليم, وما يمكن أن يقدم من تنازلات هنا مقابل مكاسب هناك والعكس بالعكس. 

يوما ما سيتوقف هذا التنافس.. ربما لإلتقاط الأنفاس, أو لإتفاق المحاور الكبيرة فيما بينها على التهدئة لبضعة سنوات.. وتبعا لذلك, سنرى إن كان جبنة كالة أم ألبان المراعي هي من ستتولى إفطارنا كل صباح. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك