المقالات

السماح بتجديد شرعية الوجوه الراهنة..! 

2287 2018-04-16

قاسم العجرش qasim_200@yahoo.com

دعونا نقوم بمحاولة ترتيب الأفكار في عقولنا، ودعونا أيضا نطلق العنان للأسئلة الحيرى، التي تدور بلا توقف في رؤوسنا، فمن المؤكد أن ذلك سيخفف من وطأة ما نحن فيه بعض الشيء.

بين تلك الأسئلة الجريئة؛ هوهل بالإمكان القيام  باصلاح سياسي،  في أحضان البيئة السياسية القائمة؟ 

للإجابة فإن من المؤكد؛ أن حديث النخب السياسية وجماعات الرأي، عن ضرورة الإصلاح السياسي وبالشكل الدائر اليوم، لا يعطي صورة عن ما يجب أن يكون، لأن أي من المتعاطين مع الموضوع، يضع أولوياته الذاتية والإنتمائية في المقدمة، ولذلك لا يمكن أخذ حديث الإصلاح بحسن نية، على صعيدي الوعى والفكر، وعلى صعيد الممارسة.

الإصلاح  كمشروع؛ يصطدم بصعوبة تحقيقه، ليس بسبب الشعارات والاطروحات التي يرفعها، أو تلك التي ينادي بها، فتلك تدغدغ مشاعر كثير من التواقين، لأى شكل من أشكال الإصلاح، ولكن لأن الذين يطرحون هذا الخطاب، غالبا ما يكونوا ليسوا مؤهلين، سواء من ناحية إيمانهم الفعلي بالإصلاح، أو قدرتهم على صياغته بشكل نزيه، أو لعدم قدرتهم على تلبية متطلباته؛ على أنفسهم ومريديهم. 

 بهذه الكيفية؛ تفقد موضوعة الإصلاح فرصة إحداث توازن، بين ما هو ذاتي وماهو موضوعي. الحقيقة أن المنادين بالإصلاح، فشلوا في إقناع أنفسهم بما يتحدثون عنه، فما بالك بإقناع الجماهير العريضة، والسبب أن أصحاب هذا الخطاب، يفكرون من خلال نموذج قائم، لم يستطع أن يقاوم الفشل. 

المحصلة، أن النموذج القائم؛ عندما يتم إتخاذه كأساس للإنطلاق، فإنه سيكون قيدا ضاغطا، رغم عيوبه وقصوره وفشله، الأمر الذي من شأنه إحتواء الطرح الإصلاحي، وإفراغه من مبرراته ونواياه وأدواته، وسيتحول الخطاب الإصلاحي وبسرعة، الى نشاط تبريري يعمل على إعادة صياغة المطالب الإصلاحية، بما يشابه الوضع القائم، وكأن شيئا لم يكن!

الخطاب الإصلاحي الراهن؛  يعتقد أن ليس بالإمكان أفضل من ما كان، وأن ما أنجزناه هو قصارى جهدنا، وأننا قدمنا أفضل ما لدينا من قدرات، وأن الساعة لو عادت الى الوراء، الى خمسة عشر عاما مضت، لفعلنا نفس ما فعلناه، بل ثمة من يعتقد أن الذي فات يمكن عده من المعجزات!

الطرح الإصلاحي ومنذ أن بات قيد التداول، لم بحاول مراجعة البنية القائمة، بل أبقى على مركز القرار السياسي على وضعه القائم، وأبقى مفاتيح الحل والربط بيده، وفي حالات كثيرة منحه صفة القداسة، ولذلك سنبقى على مسافة بعيدة جدا، عن أى امكانية للإصلاح اوالتغيير.

 كلام قبل السلام: الطرح الإصلاحي الراهن، ليس إلا مجرد مسار يسمح  بتجديد "شرعية" الوجوه الراهنة، أو اكسابها شرعية جديدة، دون المساس بالوضع الراهن..! 

سلام..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك